25 سبتمبر, 2017 - 12:09:00 أعلن نزار بركة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال"، يوم الإثنين، عن ترشحه للتنافس على قيادة حزبه خلال مؤتمره السابع عشر المقبل. وعرض نزار بركة، المنافس الأوفر حظا لحميد شباط، الأمين العام الحالي للحزب، في سباق انتخاب زعيم الحزب، برنامجه الانتخابي في ندوة صحفية نظمتها "رابطة الصحفيين الاستقلاليين" بالرباط. وقال بركة إن برنامجه يهدف إلى "تقوية الحزب وتعزيز تجربته والارتقاء بها إلى مستوى حزب مهيكل وديمقراطي، وحزب المؤسسات وليس حزب الأشخاص". وأضاف بركة أن محطة المؤتمر المقبل للحزب المزمع عقده نهاية العام "ليست نهاية المطاف، وليست محطة للحسم في الصراعات فيها غالب ومغلوب، بل هي محطة مفصلية بين واقع الأزمة التنظيمية والتأطيرية ومستقبل رائد وسليم منشود للحزب"، معتبرا أن "الهم الذي نعاني منه اليوم هو كيفية العمل على تجميع الصفوف وخلق مصالحة داخلية كبيرة للتوافق على السير نحو المستقبل". ودعا بركة إلى "ضرورة الحفاظ على تماسك الحزب ووحدته وتراثه، وحفظ كرامة كل استقلالي واستقلالية هي كنه مقاربتي للشأن الحزبي"، معتبرا أن "تدبير الاختلاف ينبغي أن يكون من خلال المؤسسات والضوابط العامة وليس من خلال خشبات المسرح الصدامية الشعبوبة"، في إشارة إلى غريمه شباط. وأضاف بركة أن موروث حزب "الاستقلال" "مرتبط بثوابت الأمة؛ ولكن هناك جزء مرتبط بتاريخ الحزب ورموزه وفكر مؤسسيه التعادلي المبني على الوسطية والنقد الذاتي". وزاد بركة، في إشارة أخرى إلى حزب "العدالة والتنمية" ذي المرجعية الإسلامية، قائلا: "إن المرجعية الإسلامية المشتركة لا يجوز لأحد أن يوظفها سياسيا بطريقة انتقائية في تهديد واضح لإجماع الأمة المغربية". وقال بركة "إن الحزب يحتاج اليوم إلى إقلاع حقيقي إلى تصور تنموي سياسي جديد مبني على القرب والتشارك والتكوين السياسي الحقيقي". وجوابا عن عنوان برنامجه الانتخابي "أي مغرب نريد؟"، أجاب بركة قائلا: "إن مغرب المؤسسات والتوجه الديمقراطي والتعددية هو مغرب يجب أن يساهم فيه الجميع بمسؤولية بعيدا عن الشعبوية والغوغائية والمغالاة والتطرف"، داعيا إلى "مواصلة الإصلاح والبناء والتأسيس لخطاب سياسي عقلاني وواقعي يعطي الأمل للشعب، من شأنه أن يعيد للوساطة الحزبية مفعولها الإيجابي لتفادي ارتفاع حدة الاشتباكات مع الدولة وممثليها الترابيين وتخفيف وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية المشروعة، والتي غالبا ما تنطلق شرارتها بعد سوء تقدير سياسي للفاعلين، أو صراعات شخصية، وعرقلة اتخاذ القرارات المهمة، أو بسبب لامبالاة الفاعلين في التأطير والتواصل مع الساكنة، والإخلال بالالتزامات"، في تلميح مبطن إلى الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف. وردا عن سؤال "استقلالية القرار الحزبي"، أكد بركة أن "اتخاذ القرارات يتم داخل المؤسسات، وفي تشاور مع الجميع، وفي إطار الحفاظ على ثوابت الأمة ومرجعيات الحزب"، معتبرا أن "القرارات الطائشة المملات من جهات خارجة عن الحزب أثرت سلبيا على أدائه الحزب مؤخرا"، في إشارة إلى قرارات شباط. وتعهد بركة أن يكون القرار السياسي داخل الحزب، في عهده في حالة ما إذا انتخب أمينا عاما للحزب، "ديمقراطيا وتشاركيا، وأن تكون مؤسسات الحزب هي صاحبة السيادة في صناعة القرارات والمواقف". وفي موضوع التحالفات المستقبلية لحزب "الاستقلال"، قال بركة "إنها مسألة برامج ومقاربات للشأن العام، وليست نزوات شخصية يراد بها تحقيق مصالح ذاتية"، معتبرا أن "تحالفات الحزب لا يجب أن تكون جامدة بناء على تصورات أيديولوجية غير مواكبة، بل بناء على سياسات عمومية وبرامج تنموية شمولية تجيب على أسئلة المواطن".