قال نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن الغاية من هذه الاستشارات هي أن ننصت إلى بعضنا البعض نحن أعضاء وحساسيات البيت الاستقلالي، وأن نقف معا، دون جلد للذات أو تنصل من المسؤولية أو هروب إلى الأمام، على الأعطاب والاختلالات الداخلية التي قادت الحزب إلى هذا الوضع الهش والمأزوم. وأضاف المرشح لخلافة حميد شباط على رئاسة الاستقلال، في منشور توصلت "نون بريس" بنسخة منه، أن الهدف هو أن "نُجمّع ونوحد قوانا المهدورة اليوم في سجالات لا يمكنها إلا أن تزيد من استنزاف الرصيد والتأثير والإشعاع، وأن نعود إلى أرضية الحوار العقلاني الخلاق الذي يقتضي منا شيئا من نكران الذات والمرونة المفضية إلى توافقات تصمد إلى ما بعد المؤتمر...لأن الغاية هي بلورة عرض سياسي استقلالي قوي وتنافسي لتأطير وخدمة المواطن في خضم تعقيدات الحياة اليومية، وذلك بما ينبغي أن يحمله هذا العرض من أفكار ومضامين ومقاربات مبتكرة ومتناسبة، من شأنها تقديم أجوبة مقنعة وعملية بصدد الإشكاليات والتحديات المطردة التي تعيشها بلادنا". و أشار بركة أنه "في إطار الإعداد للمؤتمر العام 17 لحزب الاستقلال؛ وبالموازاة مع العمل المؤسساتي الذي تضطلع به اللجنة التحضيرية الوطنية، واللجان القطاعية والموضوعاتية المتفرعة عنها، في التهييئ الأدبي والمادي للمؤتمر العام؛ وبما أن محطة المؤتمر وما تسبقها من محطات تحضيرية، هي مناسبة سانحة أمام المناضلات والمناضلين للنقاش والتحليل والتقييم والمساهمة في بلورة البدائل ومسالك التطوير والتحسين الناجعة، وكذا للتنافس الديمقراطي الإيجابي بين المشاريع والعروض المقترحة لقيادة المرحلة القادمة للحزب، على مستوى التوجهات الفكرية والسياسية والتنظيمية؛ تأتي مبادرة تنظيم استشارات موسعة ومفتوحة على كل الحساسيات والفعاليات المكونة للبيت الاستقلالي". و أوضح المتحدث في خلاصات الإستشارة أن هذه الاستشارات ترمي إلى: 1)"الإنصات إلى أصوات الاستقلاليات والاستقلاليين، من مختلف المواقع التنظيمية والتمثيلية والمجالات الترابية؛2) وإشراكهم في تشخيص واقع حال الحزب بإيجابياته وسلبياته؛ 3) وتعبئة الذكاء الجماعي الاستقلالي في أفق إعداد برنامج تشاركي نمضي به معا إلى المؤتمر المقبل،بما يقوي وحدة الصف والمصالحة الداخلية والتجدد المطرد في إطار المشروع المجتمعي التعادلي، وبالتالي اقتراح عرض حزبي تنافسي يؤطر المواطن، يستعيد من خلاله حزب الاستقلال تموقعه الفاعل والمؤثر في الحياة السياسية والمؤسساتية لبلادنا، وفي مغرب اليوم والغد". وعن هوية الحزب يضيف بركة، "استأثرت الأسئلة ذات الصلة بمحور "هوية الحزب" باهتمام ما يقارب 95% من المتفاعلين، الشيء الذي يعكس إلى حد كبير هذا الانشغال المتزايد لدى الاستقلاليات والاستقلاليين، لا سيما في ظل تداعيات السنوات الأخيرة، بالمرجعية الإيديولوجية التي يتأسس عليها الحزب، وبالمشروع المجتمعي الذي يسعى إلى إرسائه، وبمدى صلابة وراهنية تلك المرجعية وذلك المشروع في مواكبة التحولات المتسارعة التي تعرفها بلادنا في مختلف المجالات. وبالتالي،كيف يمكن إعطاء دينامية جديدة ومخصبة للهوية الاستقلالية بترصيد ثوابتها، وتحيين متغيراتها حسب الواقع ومقتضى الحال". و أكد نزار بركة، العمل الحزبي ليس غاية في ذاته، أو شأنا داخليا يعني مناضلات ومناضلي الحزب فحسب، وإنما هو فعل يستهدف أساسا المواطنات والمواطنين، من خلال تأطيرهم وتكوينهم السياسي،وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام، وكذا تمثيلهم في المؤسسات المنتخبة، كما ينص على ذلك الفصل السابع من الدستور، مضيفا أن مجموع أسئلة هذا المحور قد حظيت باستجابة ما يناهز 98 % من المتفاعلين، سواء فيما يخص الجانب المتعلق بتقييم العرض الحزبي الحالي، أو الجانب الثاني الذي يستفتي المشاركات والمشاركين في مسالك العمل والتطوير الممكنة للنهوض بالعرض الحزبي الاستقلالي ويعزز تميزه وتنافسيته، في خضم تقاطبات الهيئات السياسية الوطنية".