ب 08 سبتمبر, 2017 - 05:20:00 ضم ستة جامعيين ومثقفين جزائريين يعتبرون أن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا تسمح له بمواصلة مهامه الرئاسية، أصواتهم الى نداءات وُجهت منذ أسابيع من أجل إقالته. وبعد ان كان بوتفليقة (80 عاما) يتمتع بنشاط مفرط عند انتخابه للمرة الاولى في العام 1999، أصيب في العام 2013 بجلطة دماغية أثرت على قدرته في النطق والحركة. وتدور تكهنات عدة حول وضعه الصحي، الا انها لم تحل دون إعادة انتخابه لولاية رئاسية رابعة في 2014 ليصبح الرئيس الذي يشغل منصبه لاطول مدة في تاريخ البلاد. في مقال نشرته صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية الخميس، طالب علماء الاجتماع محمد هناد وعيسى قادري ورتيبة حاج موسى والمؤرخ دحو جربال والكاتب مصطفى بن فوليد والصحافي شريف رزقي ب"انتخابات رئاسية مبكرة في الاشهر المقبلة". وكانت عريضة على الانترنت دعت قبلا المجلس الدستوري الى "التثبّت من المانع" الذي يحول دون أداء الرئيس مهامه بسبب ظروفه الصحية، كما ينص على ذلك الفصل 102 من الدستور. كما انطلقت في أواخر غشت الماضي حملة في هذا الصدد تصدرها حزب "الجيل الجديد" المعارض. وقال موقعو المقال ان "الوضع الصحي للرئيس في تدهور مستمر. والدليل على ذلك انه لم يعد يمارس مهامه الدستورية بشكل فعال ومتواصل وشفاف"، فهو "لم يعد قادرا على استقبال نظرائه الاجانب بشكل لائق كما انه لا يقوم باي رحلات رسمية خارج البلاد". في فبراير، اضطرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى ارجاء زيارة الى الجزائر في اللحظة الاخيرة. وقدر مراقبون مؤخرا ان الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون لم يقم بعد بزيارته المرتقبة الى الجزائر لان نظيره غير قادر على استقباله. "نريد رؤية الرئيس" وقال معدو المقال ان "المقربين من الرئيس" يؤكدون باستمرار انه "لا يزال يتمتع بكل القدرات لممارسة الحكم (حتى الى ما بعد 2019!)"، في اشارة الى نية الرئيس المعلنة بالترشح لولاية خامسة، "الا اننا لم نعد نرى او نسمع الرئيس أبدا تقريبا". وظهر بوتفليقة المتواري عن الانظار منذ مطلع العام، لعشرات الثواني الاربعاء على التلفزيون الرسمي خلال جلسة لمجلس الوزراء. وبدا جامد الوجه وهو يقلب ببطء ملفا بحضور اعضاء الحكومة الجديدة وثم وهو جالس بين الوزراء الواقفين لالتقاط "الصورة الجماعية" التقليدية. يرى بعض المحللين ان بوتفليقة يعاني من الوهن بسبب تقدمه في السن وعواقب الجلطة لكنه لا يزال يتمتع بقدراته العقلية ويواصل ممارسة الحكم. وأعيد اطلاق الجدل حول "الشغور" في السلطة في غشت إثر اقالة رئيس الوزراء عبد المجيد تبون بعد تعيينه قبل ثلاثة أشهر فقط، في ما اعتبره بعض المعارضين محاولة من "جهة ما" لاستغلال "ضعف" رئيس الدولة. الا ان عودة الجدل ولو انها لا تزال خافتة أثارت امتعاض رئيسي مجلسي الشعب والامة اللذين تدخلا الاثنين للدفاع عن الرئيس عند استئناف جلسات البرلمان. وحذر رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة من ان إقالة الرئيس ستكون بمثابة "قفزة نحو المجهول". وشدد رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صلاح على ان "الرئيس بصحة جيدة ويؤدي مهامه الدستورية بشكل عادي". وصرح جلالي سفيان رئيس حزب الجيل الجديد الذي خاض حملة ضد ترشح الرئيس لولاية رابعة، في مقابلة مع موقع "كل شيء عن الجزائر" (تي اس اه) الاخباري ان رئيسي مجلس الشعب والامة "منافقان"، مضيفا "نريد رؤية الرئيس... ولن نصدق الا ما سنراه". وقال أحمد آدمي مسؤول الاتصالات في حزب طلائع الحريات بزعامة علي بنفليس رئيس الوزراء الاسبق للموقع نفسه "اذا كان الرئيس فعلا بصحة جيدة كما يقولون فليدل بكلمة لمدة خمس دقائق أمام شعبه".