18 غشت, 2017 - 05:09:00 خصّص موقع جريدة "لوموند" مقالا تحليليا حول توالي الأحداث في الحسيمة وما تشهده من "حراك اجتماعي" منذ أكثر من تسعة أشهر؛ مشيرا إلى أن "هذا الحراك أتبث أن هناك أزمة ثقة بين الريفيين والدولة المركزية؛ وأن "خطاب الملك المقبل سيحمل مؤشرات على نوايا السلطة في تعاملها مع الحراك". ومضت "لوموند" في مقال تحليلي وقعته الصحفية الفرنسية، شارلوت بازونيت، بالقول إن "خطاب الملك المقبل يأتي في سياق "مشحون" بالمقارنة مع خطاب العرش الأخير، خاصة مع إعلان وفاة عماد العتابي، 25 عاما". وتساءلت الجريدة الفرنسية، عن ما إذا كان خطاب 20 غشت سيسير على نفس منوال خطاب العرش؛ الذي انتقد فيه عاهل البلاد النخب السياسية والأحزاب وحملها مسؤولية غياب الثقة في المؤسسات، قبل أن تمضي "لوموند" في تساؤلاتها قائلة: "هل ستسقط رؤوس أخرى على غرار إلياس العماري، رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة؟ هل سيتم الإعلان عن عفو ملكي جديد؟ هل سيشمل العفو القادم الزفزافي ورفاقه كما تم العفو على 40 ناشطا في الحراك، على رأسهم المغنية الشابة سليمة الزياني (سيليا). وقال موقع جريدة "لوموند" الفرنسية، إن "وفاة بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة؛ أحيت مسلسل انعدام الثقة بين الريفيين والسلطة، فالمعروف على أهالي الريف أنهم عنيدون ولا ينصاعون لسلطة المركز وخاضوا حلقات من التمرد والتحرر من الدولة المركزية"، وبعد وفاة فكري، عاد سكان الريف ليطالبوا بالكرامة والحرية والشغل، كما أن ضغط هذه الحركة الاجتماعية بات يقوى منذ ماي الماضي، حتى أن مراسيم دفن الناشط الريفي، عماد العتابي مرت تحت حراسة أمنية مشددة، خوفا من وقوع انفلاتات. وأوردت "لوموند" تصريحات المحامي والحقوقي رشيد بلعلي، منسق الدفاع عن سجناء "حراك الريف"، الذي أكد أنه "منذ بداية المقاربة الأمنية في الحسيمة والنواحي، تم اعتقال أكثر من 300 شخص، 47 منهم لايزالون في سجن عكاشة في الدارالبيضاء بما في ذلك قائد الحراك ناصر الزفزافي، فيما يتابع 62 معتقلا في محكمة الاستئناف بالحسيمة و111 ناشطا بالمحكمة الابتدائية. وعاد موقع جريدة "لوموند" ليتساءل عن مكان تواجد الملك محمد السادس، وهل فعلا يقضي عطلته بالحسيمة التي تشهد حراكا منذ 9 أشهر، لكن سرعان ما تم تكذيب هذا الخبر، تقول الجريدة، حيث أكد موقع "مقرب من جهات داخل الدولة "أن الملك يتواجد بالسعيدية وسيقضي فيها حوالي 3 أيام قبل أن يعود لمدينة المضيق، التي يستقر فيها ملك البلاد لأزيد من شهر"، ما هو مؤكد تقول الصحفية إن "خطاب الملك المقبل الذي ينتظره المغاربة سيحمل مؤشرات جديدة على نوايا السلطة". ونقلت جريدة لوموند ما جاء في خطاب الملك الأخير الذي أكد فيه أن غياب الأحزاب وبعض المسؤولين عن القيام بواجبهم أحدث فراغا، حيث وجدت القوات العمومية نفسها وجها لوجه مع الساكنة، فتحملت مسؤوليتها بكل شجاعة وصبر، وضبط للنفس، والتزام بالقانون في الحفاظ على الأمن والاستقرار. وهنا أقصد الحسيمة، رغم أن ما وقع يمكن أن ينطبق على أي منطقة أخرى.