يتجه في هذه الأثناء، من مساء اليوم الأربعاء، موكب جنائزي غفير يتقدمه نشطاء حراك الريف نحو مقبرة توجد بمدخل مدينة الحسيمة، وبالضبط بحي بوجيبار، حيث سيوارى الثرى جثمان الناشط الراحل عماد العتابي. ويردد النشطاء شعارات قوية تهتف بروح عماد العتابي، وتندد بما يعتبرونه "قتل عماد العتابي". ومن بين الشعارات التي يرفعها النشطاء "عماد مات مقتول.. والمخزن هو المسؤول"، "ومجرمون..مجرمون..قتلة إرهابيون"، "قتلوهم عدمهوم ولاد الشعب يخلفهم".، "والموت ولا المذلة". وتوعدت شعارات النشطاء الذي يسيرون في الجنازة بمواصلة "الكفاح"، بعد وفاة عماد العتابي على إثر تدخل أمني عنيف خلال مسيرة 20 يوليوز. وطالبت الشعارات بالكشف عن الحقيقة بقول "الشعب يريد من قتل الشهيد"، في إشارة إلى الكشف عن نتائج التحقيق في موت العتابي وقبله محسن فكري الذي مات مطحونا داخل حاوية للأزبال. وكان "اليوم24" علم من مصادر متفرقة أن جثة عماد العتابي، الناشط في حراك الريف، الذي أُعلن عن وفاته أمس الثلاثاء، بقيت عالقة لمدة حوالي ساعتين بمطار الشريف الادريسي بالحسيمة بعدما وصلت عند حوالي الرابعة والنصف عصرا عبر مروحية. وحسب المعطيات التي استقاها الموقع، فإن سبب الإبقاء على جثة عماد العتابي بالمطار، يعود لخلاف بين عائلة المرحوم والسلطات، إذ تصر هذه الأخيرة على تشييع جثمانه قبل غروب شمس اليوم، واقترحت على العائلة نقله مباشرة من المطار نحو المقبرة حيث سيوارى الثرى، بينما رفض أخ المرحوم ذلك. ورفضت عائلة العتابي دفن جثة عماد اليوم، وأصروا على دفنه يوم غد الخميس، قبل أن تتراجع عن القرا في آخر لحظة. وطالبت عائلة العتابي في البداية بعدم دفن جثة عماد إلا بعد التوصل بتقرير التشريح الطبي الذي لن يتوصل به وكيل الملك بالحسيمة قبل صباح يوم غد الخميس. وأصر أخ عماد حينها على عدم دفن الجثة إلى حين الإطلاع على هذا التقرير لمعرفة الأسباب الحقيقية والعلمية لوفاة فقيدهم.. وكان العتابي أعلن عن وفاته أنس الثلاثاء بعدما رقد في المستشفى لمدة 20 يوما في غيبوبة بالإنعاش. وكان أصيب إثر تدخل أمني عنيف يوم 20 يوليوز لتفريق مسيرة احتجاجية كان دعا إليه ناصر الزفزافي قبل اعتقاله للمطالبة بتحقيق 21 مطلبا.