قال المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، إن هناك شخصا آخر يدعى عبد الحفيظ الحداد، من مدينة الحسيمة، يوجد في حالة غيبوبة تامة بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بالمدينة ذاتها، نتيجة الاختناق بعد استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن على المتظاهرين يوم 9 غشت الجاري. وأوضح المحامي في تدوينة له، اليوم الإثنين، أن الشخص المذكور يقطن بحي سيدي منصور بالحسيمة، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعمل سائقا لسيارة أجرة، تدهورت حالته الصحية ليلة الأربعاء الماضي، ليتم نقله في اليوم الموالي إلى المستشفى، لافتا إلى أنه مصاب بمرض الربو، وهو ما زاد من تدهور وضعه الصحي. وأضاف بالقول: "منذ ذلك الوقت وهو في غيبوبة تامة لم يستفق منها إلى حد الآن، ويتنفس بالأجهزة الاصطناعية، لاحول ولا قوة إلا بالله". وفي موضوع متصل، كشف البوشتاوي أن عائلة عماد العتابي الذي توفي بعد تعرضه لإصابة خطيرة في رأسه أثناء مشاركته في مظاهرات 20 يوليوز الماضي بالحسيمة، قررت اللجوء إلى القضاء لمعرفة حقيقة وفاة ابنها، مشيرا إلى أنه سيقوم رفقة عائلة العتابي بتقديم طلب إلى وكيل الملك بالحسيمة، غدا الثلاثاء، من أجل التوصل بالملف الطبي لعماد. ولفت إلى أن العائلة لم تتوصل إلى حد الآن بأية وثيقة تتعلق بالملف الطبي رغم مطالبتها بذلك مرارا طيلة المدة التي كان خلالها عماد في حالة موت سريري منذ لحظة إصابته على مستوى الرأس مساء 20 يوليوز، إلى لحظة نزع أجهزة التنفس الإصطناعي عنه والإعلان الرسمي عن وفاته يوم 8 غشت، مشيرا إلى أن العائلة لم تتمكن لحد الآن من الاطلاع على تقرير التشريح الطبي الذي أجري على جثة الراحل يوم 9 غشت. وأشار المتحدث في اتصال لجريدة "العمق"، أمس الأحد، أنه سيطالب بفتح تحقيق ثانٍ لمعرفة حقيقة وفاة العتابي، واستخراج الجثة لإجراء تشريح طبي بحضور خبراء دوليين، مردفا بالقول: "لن نقبل إلا بالحقيقة الكاملة في هذا الملف". وكشف أن عائلة العتابي كلفته بالدفاع عنها أمام القضاء لمعرفة حقيقة الوفاة، لافتا إلى أنه يتوفر على مجموعة من الأدلة والمعطيات في الملف، سيدلي بها أمام الوكيل العام، مشددا على أن وفاة العتابي مرتبطة بما حدث في مسيرة 20 يوليوز، حسب قوله. وأضاف المحامي والحقوقي بالقول: "عائلة العتابي مورس عليها التعتيم الكامل والشامل منذ 20 يوليوز إلى الآن، ولم تتوصل بأي وثيقة في الملف ولم يتم السماح لها بالاطلاع على الملف الطبي للراحل، كما تعرضت لضغوطات لتعجيل الجنازة، وقبر عماد العتابي يعرف حراسة من طرف الأمن إلى حد الآن"، وفق تعبيره. وتوفي الناشط عماد العتابي، في حراك الريف، يوم الثلاثاء المنصرم، بعد أزيد من 20 يوما من دخوله في غيبوبة عقب إصابته في الرأس خلال مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة التي منعتها السلطات، حيث كان مصدر موثوق خاص بجريدة "العمق"، اطلع على التقرير الطبي الخاص بالعتابي، قد أكد أن الضحية كان ميّت سريريا، بعد أن أظهر "السكانير" اختراق جسم غريب لجمجمته ليستقر على مستوى دماغه. وخلفت وفاة العتابي حالة غضب واستنكار شديدين على المستوى السياسي والشعبي بالحسيمة، حيث كشفت مصادر أن قائد الحراك ناصر الزفزافي ورفاقه المعتقلين بالبيضاء، قرروا الدخول في حداد رسمي لمدة ثلاثة أيام بدءا من الخميس، والدخول في إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة ابتداء من الجمعة، احتجاجا على وفاة العتابي. وحملت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، مسؤولية وفاة العتابي للدولة والأجهزة الأمنية، فيما اتهم الحزب الاشتراكي الموحد قوات الأمن بالوقوف وراء مقتل العتابي، كما حملت جماعة العدل والإحسان الدولة المغربية مسؤولية الوفاة، بينما نظم العشرات من الحقوقيين وقفة أمام البرلمان في الرباط، الأربعاء المنصرم، احتجاجا على وفاة الناشط العتابي.