محمّد محمّد الخطّابي * 21 يونيو, 2017 - 12:53:00 فى الثالث عشر من شهر يونيو الجاري 2017 ، حلّت الذكرى الثالثة لرحيل عالم المستقبليات المغربي الباحث والمفكّرالصّديق المهدي المنجرة رحمه الله، تعرّفتُ عليه خلال عملي مستشاراً ثقافياً بسفارة المغرب بمدريد فى الثمانينات من القرن المنصرم ، حيث كان شغوفاً بزيارة هذه الحاضرة الأوربية التي كان يشطّ بنا الحديث خلال تواجده بها عنها، وحولها ،عن تاريخها، وإشعاعها، إذ تتميّز هذه المدينة الجميلة بخاصّية فريدة بإعتبارها العاصمة الأوربية الوحيدة التي تحمل إسماً عربيّاً،كما أنها من بنائهم، وكان الحضورالعربي، والأمازيغي، فيها حضوراً قويّاً، ونابضاً، وزاخراً،والتي أمست اليوم من أكبر الحواضر الأوربيّة ، أسّسها تحت إسم " مجريط" في القرن التاسع الميلادي الأمير محمد بن عبد الرحمن خامس الأمراء الأموييّن في الأندلس. كما كان المنجرة مولعاً بزيارة بعض المدن الإسبانية الأخرى بين الفينة والأخرى خاصّة فى منطقة الأندلس لإلقاء بعض المحاضرات فى العلاقات الدّولية، والعلوم المستقبلية ،أو المشاركة فى العديد من الملتقيات، والمناظرات، والندوات الثقافية الدولية وسواها من مجالات المعرفة، ولقد كتبتُ عنه،وعن أنشطته، ومشاركاته فى هذه الملتقيات فى بعض الجرائد العربية الدولية الكبرى الصّادرة فى لندن التي كنتُ أكتبُ فيها بإنتظام إبّانئذ، كتبتُ عنه إيماناً منّي بفكره النيّر،وإعجاباً به، وبمداخلاته القيّمة والرّصينة فى هذه الملتقيات . كان المنجرة مفكّراً ذا عقل راجح، وطبع لطيف، خفيف الظلّ ، يحبّ البسط، والنكتة الظريفة، والمستملحة الطريفة، ،ويتميّز بتواضعٍ جمّ يجعله يعلو فى أعين كلّ من قيّض الله له أن يتعرّف عليه عن قرب .كان يستعمل بإستمرار حاسوباً صغيراً لا يفارقة أبداً منذ ذلك الإبّان ، ويستخرجه خلال محاضراته ،ويسجّل فيه مداخلاته، ويدوّن ملاحظاته ، سواء كان محاضراً، أم مشاركاً، أم مستمعاً، ولم يكن يفارقه أبداً،كان قد وضع له إسماً أمازيغيّاً طريفاً فكان يسمّيه وينعته ب " يَطّو " وهو إسم إمرأة رّيفية أمازيغيّة كانت قد لعبت دوراً كبيراً في مساعدة الجيش المغربي على إسترداد مدينة طنجة من قبضة الإنكليز أوائل القرن17.(أنظر مقالي المنشور مؤخراً فى جريدة " الأنوار" الزّاهرة تحت عنوان: "إستناداً إلى مجموعته القصصية " شقراء الريف" ( إضاءة على أدب العلامة المغربي عبد العزيز بنعد الله وإشارة إلى التقارب الفني بينه وبين جورجي زيدان). مع أنبل النّاس..! وأتذكّر ذات مرّة أننا كنا نتعشى أربعتنا الصديقان الأديب الوزير المرحومان محمّد العربي المسّاري، والمفكر المهدي المنجرة، والكاتب الصديق كذلك محمّد شقور شافاه الله وعافاه وبارك فى عمره ، وكاتب هذه السطور ، فى أحد مطاعم مدينة مدريد بأحيائها العتيقة، وعندما ناولنا النادلُ قائمةَ الطعام ،وألقينا نظرة ًعَجْلىَ على الوجبات ، والأطباق التي كان يعدّها هذا المطعم، طلب منه المهدي رحمه الله شريحةَ لحم يسمّيها الإسبان Solo millo ويُنطق فى الأسبانية "سُولُو مِييّو " فقال للنادل بلغة سيرفانتيس : ( نَعَمْ "سُولُومِييُّو " لأننّي أريده أن يكون لي لوحدي !) أيّ ما معناه وكما يُنطق فى اللغة الإسبانية Solo mío .....)) ،مستغلاً تقارب، وتشابه النطق فى العبارتين، فإنخرط الجميع فى ضحك مسترسل ...وطالت السّهرة .. ويا لها من سهرة، كنّا ضيوفاً على طعام مزّ، وفكر خلاّق، وأدب رّفيع، وبعض السياسة، والكياسة...وجَعَلْنَا ليلنا قصيراً - كما يُقال بالعامية المغرببية - ( يعني أنّنا قصّرنا ليلنا، ولكنّنا لم نقصّر قطّ فى صداقتنا،وعِشرتنا،وأنسنا ...) وأنستنا هذه الأمسية اللطيفة الحافلة باللحظات السعيدة ،والهنيهات الممتعة، والأحاديث الشجيّة، والأقاويل الطليّة، أنستنا ليالي مدريد الشتويّة القارصة ،وملأها أوعوّضها دِفْءُ الصّداقة مع مَنْ يُسمّيهم أو يُطلق عليهم الفيلسوف الفرنسي " رينيه ديكارت" ( أنبل النّاس..) ..! مَن أنتَ..؟! والحديث ذو شجون يجرّ بعضه بعضاً ، وممّا كنّا سمعناه عن المرحوم المنجرة أنه كان نشيطا، يقظاً،ومشاكسا، ومشاركا بحماس منقطع النظير منذ نعومة أظفاره ، منذ أن كان صبيّاً طريّ العود، غضّ الإهاب، فى شرخ شبابه وريعان عمره فى الحياة الطلاّبية، والثقافية، والإجتماعية،والسياسية،والشبابية ،وكان يحضر التجمّعات الشعبية التي ينظمها الوطنيون، وكان يؤمّ طلباً للعلم والتكوين المدرسةَ والكتّاب ( يُسمّى فى المغرب المسيد) فى آن واحد . وعندما ذهب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإستكمال دراسته بجامعة " كورنيل" ، كان لمّا يَزَلْ فى مقتبل العمر ،كان شغوفاً بحبّ الإستطلاع،والخوض فى مختلف حقول المعرفة،والفضول العلمي، والتطلّع نحو إستبطان المجهول ،وإستكناه المستقبل، وسَبْر آفاق كلّ العلوم ، وكان فضوله العلمي، والمعرفي يدفعانه دائما إلى السّؤْل، والسُّؤال، والتساؤل والإستفسار بدون هوادة ، وبدون إنقطاع ، عن كلّ ما يخطر له فى دروب العلم، وحقول المعرفة، أو يعنّ له فى الحياة ،وذات مرّة ضاق بكثرة أسئلته وتساؤلاته ، وبفضوله ذرعا أستاذه بالجامعة فصاح به بإعجاب وإنبهار : مَنْ أَنْتَ...؟ مَنْ تكون...؟ .. who are you ? وأردفَ الأستاذ الأمريكي قائلاً : تساؤلاتك الدقيقة المتوالية ستجلُبُ لك الكثيرَ من المعرفة، ولكنها قد تجلب لك معها كذلك الكثيرَ من المتاعب . قيمةُ القيم ومبدأ المبادئ وفى أطلالة عاجلة ولكنها لا تخلو من فائدة على فكر وبعض تامّلات المهدي المنجرة فى المجتمع،والتنميّة، والثقافة،ومستقبل الثقافة، والإقتصاد، والعلم، والتعلّم التي تعتبر من المقوّمات الاساسية فى حياة الفرد والجماعة فى محيطه الإجتماعي، فى عرض قيّم، ودراسة متّزنة ورصينة لتقية محمّد فى هذا الصدد لكتاب " قِيمَةُ القِيَم" للمهدي المنجرة نقرأ بكلّ إعجاب وإنبهار : " أنّ المؤلف يُولي الاهتمامَ بمختلف القيم الموجّهة للمجتمع توجيهاً صواباً سواء من داخله أو حتى فيما يمكن أن يربطه بالخارج من علاقات". وكذا : "… ورغم كثرة البرامج الدولية للتنمية، لاسيما في أفقر الدول، حيث يزداد الإهتمام الدّولي، فإنّ المساهمة الوطنية نادراً ما تمثل أقلّ من سبعين في المائة من المجموع، وتبقى المساعدة الدولية التي تنتج عن هذا التعاون ضعيفة من ناحية الكمّ، إذن يصبح من الضروري القيام بمقاربة منظومية في التحليل لتقييم جودة التفاعل الثابت بين المستوى الوطني والمستوى الدولي، والمهمّ في هذه المساعدة الخارجية هي الأفكار، والتصوّرات الناتجة عنه والتجارب الصادرة منه" . وبربط هذا المحتوى بالأحداث الراهنة خصوصا بما يتعلق بدول صنفت إقتصادياً ب (دول نامية) أو (في طور النموّ) ، فإنّ إشكالية تبعية الدّول النامية للدول (المتطورة) مستفحلة كلما إرتبطت بما يسمّى "مساعدات" من هذه الدّول، وجعلت معتمدها الرئيسي عليها بالرّغم من ثبوت ضآلة مساهمتها في النهوض، خصوصاً بقطاع الإقتصاد الذي أصبح ركيزةً أساسيةً للإعتراف بوجود الدّول في معالم القوة. إذ أنّ أهمّ ما يمكن أن يساهم في "النهوض" إنطلاقاً من التعاونات بين الدول مرتبط بعالم الأفكار والتصوّرات الناتجة عنها ". ونقرأ كذلك – حسب العَرْض الآنف الذكر – فى هذا الكتاب الرّصين من جهة أخرى حول أهمية "الثقافة المتوسطية” " التي تربط بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، بل أكثر من ذلك ربط مستقبل هذه الدول ومستقبل قضاياها رهين بمستقبل الثقافة بها، على إعتبار أنّ الثقافة لها إرتباط عريق ووثيق بجميع جوانب الحياة، ولا يُمكن نسخ ثقافة مجتمع مّا، أو دولة مّا، في حيّز آخر تحت مُسمّى " نقل الثقافة "، لأنّ التعدّد وارد بحكم أنّ لا شمولية لثقافة مّا من جهة،ومن جهة أخرى باعتبار الثقافة نسبيّة، والموروث الثقافي هو مفتاح من مفاتيح التنمية، وبالتالي فإنّ أيَّ محاولة لتعميم ثقافة مّا، أو نقلها ،وإستنساخها، وإجبارها ما هي إلاّ محاولة للتشتيت، والتفرقة، والهدم وليس البتّة البناء" . هويّة الثقافة ومفهومها ويقول المهدي المنجرة فى هذا المجال :" إنّ إحدى القضايا الأساسية بالنسبة لدُول حَوْض البحر الأبيض المتوسط، تتعلق بمستقبل ثقافاتها،لأنّ هذا المستقبل مرتبط بجميع الجوانب الأخرى للتنمية الإستراتيجية، والسياسية ،والاقتصادية، والاجتماعية،والثقافية إلخ..أضف إلى ذلك أنّ هذا المستقبل غير قابل للإنقسام، لأنّ هناك ثقافة متوسطيّة بكل ما تحملُ هذه الكلمةُ من معاني سامية".. وعليه فإنّ مفهوم "الثقافة" بما تضمره من أبعاد – حسب المنجرة - لها وقعٌ عميق على مستقبل الشعوب ووجودها وارتباطاتها فيما بينها، ولما لها من جذور ضاربة في عمق التاريخ، وما تكتنزه لواقع المستقبل، ويؤكّد المنجرة فى هذا القبيل كذلك : "إن الفرَضية السّابقة قد يظهر فيها شئ من المبالغة بالنسبة لأولئك الذي لا يهتمّون بالماضي، ولا بالإطّلاع على كتب التاريخ، وحسب تجربتي، فإننّي أدرك أنّه كلما إزددتُ إهتماماً بالدراسات المستقبلية، زادني ذلك الشعور بالحاجة لترسيخ رؤيتي على أسس تاريخية صلبة ". وفى مَعْرِض حديث المنجرة عن "الهويّة الثقافية" التي يعتبرها سبباً في وجود "منظومة القيم" وبغيابها تفشل المجتمعات في إثبات ذاتها أو هُويّتها يقول :" بأنّ هناك فترات يؤدّي فيها الانفتاح التلقائي وليس الإنتقائي إلى غزو كبير، وإضعاف أعزّ ما للإنسان وهي هُويته الثقافية " . ويركّز المفكّر المنجرة – حسب تقية محمّد - على ضرورة صَيْرُورَة حَرَكية " التعلّم " من المهد إلى اللّحد، منبّها إلى ما يُمكن أن يجابه أو يعوق المسيرةَ العلمية بين هاتين المحطتين مستقبلاً، مشدِّداً على أنّ أهمّ عنصر من عناصر التعلّم هي (القيم) مشيراً فى هذا المضمار: "وأهمّ عناصر التعلّم هي القيم، وعندما نشير إليها كعناصر، فإنّنا نؤكّد على دورها الفعّال في عملية التعلم، فقيمة البقاء مع الكرامة يمكن أن تكون ذات آثار مباشرة في التوجيه، وأنّ ظهور القيم هو ظهور للحدّ الفاصل بين الذاتية، والموضوعية، وبين الحقائق، والأحكام، وبين ما هو كائن، وما يجب أن يكون، وبين العلم والأخلاق، والأحكام وبين العلوم الحقة والعلوم الإنسانية، وبين الغايات والوسائل، وبين المعقول، واللاّمعقول". شهادات معاصريه قيل فيه، أو بالأحْرَى قيل عنه : " من حسن حظ المغاربة أنّ المهدي المنجرة هو واحد منهم، وإذا كانت لدى جنوب افريقيا مناجم الذهب ،ولدى مصرالأهرام ،ولدى البرازيل القهوة، فلدى المغرب الفوسفاط والسمك والمهدي المنجرة. يرى بعيداً مثل صقر، ويحلّق عاليا كطائر، ويتكلّم مثل حكماء الجبال في الصين القديمة. وهو حين يتكلم، فلكي يقول شيئا . هذا " المنذر بآلام العالم "، كما قال عنه ميشال جوبير مرّة قيد حياته:كان يشارف الثمانين حولاً، ولكن الجلوس إليه ساعات يترك لديك انطباعاً بأنّك أمام رجل يشتغل في شباب كامل، مثل تلميذ يعالج واجباته المدرسية كما يليق. جاب هذا الطائر الحكيم أزيدَ من مائة وأربعين دولة عبر العالم في تجربته الغنية مع الحياة ،والمعرفة، حاور ثقافات، وجاور معالم حضارية، ولامس أفكاراً وناظرعقولاً، وعاد ليجلسَ على كرسيّ صغير في غرفة ضيّقة تحوطها كتب بكل اللغات ليقول لك الخلاصة: " بهذا يعرف الله " ! .المهدي المنجرة رجل واحد بصيغة المجموع . إنّه المفرد حين يكون جمعاً ". على إثر رحيل المهدي المنجرة كانت جمعيَّة "أماكن"، المغربيية قد نظمت بالمدرسة العليا للتعليم التقني بمدينة الرّباط لقاءّ فكريّاً، قدّم خلاله ثلّة من الاساتذة، والباحثين والمفكّرين المغاربة الذين عرفوا المنجرة شهادات،ومداخلات حول فكره،وأعماله،ومسار إبداعاته ، كما تمّ خلال هذا اللقاء الإعلان عن خلق مؤسّسة تُعنى بفكر المرحوم. وأثناء هذا الملتقى أشار الباحث الأستاذ مصطفى محسن فى هذا السياق : " لقد كان المهدي المنجرة مثقفًا مستقلًا، يستعصِي حصرهُ في أيِّ زاوية، وحريصاً كبيرَ الحِرص على مجابهة الغوغائيَّة، والانتهازيَّة وتحنيط الأفكار، وذلك تحديدًا ما جرَّ عليه نقدًا عنيفًا". ورصد الأديب الباحث يحيى اليحياوِي - من جهته - فى نفس المناسبة على وجه الخصوص علامتين إثنتين طبعتا فكر الراحل المنجرة ،وعملَه، وأشتغالَه،ومباحثَه، أولى هاتين الخاصّيتين الإيمان بالمنظومة، كما يتبدَى ذلك في أعماله بدءاً من ستّينيات القرن الماضي، إلى أنْ أنهكه المرض سنة 2010،كما أنه حسب تعبير الأستاذ اليحياوي: "كان موقنًا أنَّ التطرق إلى أمرٍ من الأمور لا يمكنُ أنْ يتحقق دُون ربطه بباقي العناصر الأخرى". وفى معرض الشهادات،والمداخلات التي قدّمها المثقفون المغاربة، أشاد المتدخّلون خلال هذا اللقاء بهذا المثقف الفذّ، وإستحضروا فيها فكره الخلاّق الذي- عكس ما يعتقده البعض- كان رجلاً زاهداً فى المناصب العليا وذلك ما ذهب إليه، وأكّده الباحث الأستاذ عبد الرحمن لحلُو، حيث أشار فى هذا الصدد :"إنَّ المهدِي المنجرة هو الذِي كان زاهدًا فيها بالأحرى، مختاراً لنفسه ملازمة الكلمة الحرّة، التي تضيقُ بقالبٍ مؤسّساتي ينزعُ إلى توجيهها، كان إنساناً مبدئيّاً، وحتَّى لغات العصر المتداولة التي أتقنها، فنهل بها من الفكر الغربِي، لمْ تجعله ينصرفُ عن لغته، ولا هي جعلته يحجمُ عن الإنتصار لها ". إنّه المثقّف والمفكّر،الإنسان، الرّجل الذي هَضَم زمانَه، وشَرِبَ عُصارةَ عَصْرِه. تصبّ معظم مؤلفات المهدي المنجرة في القضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والفكرية، منها: نظام الأممالمتحدة 1973 من المهد إلى اللحد. 1981 الحرب الحضارية الأولى. 1991 القدس العربي، رمز وذاكرة، 1996 حوار التواصل، منشورات شراع، طنجة؛ 1996, مسار الكفر، حوارات مع حسن نجميومحمد بهجاجي،1997 (عولمة العولمة).منشورات الزّمان 1999 انتفاضات في زمن الذلقراطية، الإهانة في عهد الميغاإمبريالية.2004. قيمة القيم، 2007،وسواها من الأعمال والدراسات الأخرى فى مختلف مجالات الحياة. * كاتب، وباحث، ومترجم من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية - الأمريكية للآداب والعلوم - بوغوطا - كولومبيا