07 ماي, 2017 - 06:12:00 حمل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، ورئيس المجلس الوطني لحزب "العدالة والتنمية"، مسؤولية تشكيل حكومته وما رافقها من تنازلات للأمانة العامة لحزبه، معتبرا نفسه مجرد مفاوض باسم حزبه. وحسب مصدر حضر للقاء الحزبي الداخلي الذي أطره العثماني يوم أمس السبت 6 ماي الجاري بمقر "البيجيدي" بالرباط، فإن رئيس الحكومة أكد على أن المسؤولية تتحملها الأمانة العامة لحزبه على اعتبار أنها كان من الممكن أن ترفض من الأول رئاسة الحكومة وتذهب نحو المعارضة، لذلك " لما دخلنا يجب أن نكمل الطريق" وفق تعبير العثماني. لو قبلت قيادة الحزب بخيار المعارضة فليس لدي مشكل وقال العثماني :" لو قبلت الأمانة العامة الذهاب نحو المعارضة سأقبل فأنا ليس لدي مشكل وسأذهب لمزاولة مهنتي في العيادة الطبية التي أتقاضى فيها أجرا يزيد عن 9 ملايين شهريا "، مضيفا أن " الذهاب إلى المعارضة يعني الدخول في صراع مكشوف مع الملكية وسيقول الإعلام إن الإسلاميين فشلوا في التدبير ويعني هذا نهاية تجربة الإسلام السياسي في العالم". وتحدث رئيس الحكومة عن مسار الديمقراطية في المغرب، معتبرا إياها تتأسس على ثلاثة مبادئ أولها أنها مسار تموجي فيه هبوط وصعود، ثانيا خيار تراكمي، ثالثا الارتباط بالسياق العام الدولي والمحلي. الحكومة تعبر عن الإرادة الشعبية وأكد العثماني أن حكومته تعبر عن الإرادة الشعبية، بالقول :" مادام كل برلماني من جميع الأحزاب السياسية المشكلة للتحالف الحكومي يعبر عن جزء من الإرادة الشعبية، فإنها حكومة تعبر عن هذه الإرادة، وحزب العدالة والتنمية مثل 30 في المائة من تلك الإرادة المعبر عنها في صناديق الاقتراع". وقال العثماني :" لا وجود لأزمة ولا انقسام داخل الحزب بل هناك نقاش مزيف حول تشكيل الحكومة". وكان ملفتا في اللقاء أن العثماني كان هادئا في جوابه على أزيد من 20 مداخلة انتقدته بشدة، مبررا عدم كشفه عن بعض كواليس تشكيل حكومته بما قاله بنكيران سنة 2013 في برنامج تلفزي عندما قال :" ليس كل ما يعرف يقال" متسائلا :" لماذا لم تسألوه أنذاك". بنكيران مسؤول عن البلوكاج الداخلي ولمح العثماني في حديثه أكثر من مرة عن الحزب، إلى تحمل عبد الإله بنكيران لمسؤولية البلوكاج الداخلي لمؤسسات حزبه، بالقول " لي مشا للدار مهني" في إشارة إلى بنكيران، متسائلا :"لماذا لم تنعقد المؤسسات؟". وفي هدوء تام، اعتبر العثماني حصول حزبه على 12 حقيبة وزارية انتصارا للحزب، حيث قال إن "الحزب كان معولا فقط على 5 حقائب فإذا بنا نحصل على 12 وزارة". كنت أرفض دخول الاتحاد وبخصوص جدل قبول الاتحاد الاشتراكي ضمن التشكيلة الحكومية، قال العثماني :" كنت في الأول أرفض دخول الاتحاد وكان حامي الدين مع دخوله لكن لما تغير السياق وتغيرت المعطيات تغير موقفنا منه فأصبحت مع إشراكه وحامي الدين عكسي". وأكد رئيس الحكومة أن الأمانة العامة اتفقت على مسار تشكيل الحكومة الحالية، نافيا وجود أزمة داخلية، حيث شبه "التنازلات التي أقدم عليها حزبه بتلك التي قدمتها حركة النهضة في تونس". وتابع العثماني بالقول :" الناس صوتوا علينا لكي نرأس الحكومة، ومادام النظام الانتخابي لا يجعلك في أغلبية مريحة فنحن مضطرون إلى توافقات وتحالفات". وكشف العثماني في ذات اللقاء، على أنه يستقبل يوميا 14 فردا من مناضلي حزبه ورؤسات جمعيات وفاعلين في عدة قطاعات. وأفاد المتحدث على أنه في اتصال دائم مع وزير الداخلية، ومع رؤساء الجماعات التي يترأسها حزبه نظرا لمشاكل كثيرة يعانون منها. تبرير استوزار لفتيت وأكد العثماني، أن ما جرى له خلفيات سياسية منذ الانتخابات الجماعية ل 4 شتنبر حيث حصل حزبه على " 5000 مستشار جماعي"، معتبر أن الرقم له دلالات قوية. وبخصوص تولي عبد الوافي لفتيت، لمنصب وزير الداخلية بالرغم من خلافه وصراعه مع "البيجيدي" في جهة الرباط، قال العثماني :" إن قبول لفتيت كوزير للداخلية لسبب بسيط، فعندما نرجع إلى حكومة 2013 نعرف كيف تم قبول محمد حصاد الذي كان والي مدينة طنجة والذي كان قبل أشهر من تعيينه قام بمنع لقاء كان سيحضر له رئيس الحكومة آنذاك عبد الاله بنكيران بمدينة طنجة"، مضيفا :" لماذا لم تسألوه آنداك عن سبب قبوله بحصاد؟".