22 أبريل, 2017 - 04:58:00 تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الانتخابات الرئاسية التي تخوضها فرنسا الأحد، وقالت إن الغرب يعاني أزمات سياسية عميقة، وإن ما تشهده فرنسا يعتبر مثالا صارخا على ما يدور في الأوساط السياسية في الاتحاد الأوروبي برمته. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه يمكن لمن يشكك بأن الغرب يعيش أزمات حادة أن يطلع على نتائج استطلاعات الرأي النهائية لانتخابات الرئاسة في فرنسا، والتي تشير إلى تصدر أكثر المرشحين تطرفا في البلاد. وأوضحت أن زعيمة الجبهة الوطنية مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، ومرشح اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون، يمثلان تطرفا سياسيا ويرفضان كل ما ناضلت فرنسا من أجله منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في 1958. وأضافت أن الأدهى والأمر يتمثل في احتمال تأهل هذين المرشحين المتطرفين للدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، وهو ما قد يوقف نبض قلوب الذين يخشون على نجاة القيم الغربية الليبرالية أمام موجة السخط الشعبي في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الموجة الشعبية الساخطة في فرنسا تشبه إلى حد كبير تلك التي دفعت بالبريطانيين إلى التصويت لصالح خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبي، أو تلك التي دفعت بالأمريكيين إلى انتخاب الرئيس دونالد ترامب. وقالت إن الخيار الأمثل أمام الفرنسيين الذين لا يميلون إلى الثورة إنما يتمثل في مرشح التيار الوسط، إيمانويل ماكرون، الذي ينادي بإصلاحات معقولة للاقتصاد الراكد في البلاد، والذي يتحدث بلهجة متفائلة تتناقض بشدة مع معظم ما يراه منافسوه. وأضافت أن المرشح المحافظ، فرانسوا فيون، يتبنى مواقف قاسية مناهضة للإسلام ومناوئة للمهاجرين، وذلك كما هو الحال مع المرشحة لوبان والمرشح ميلينشون اللذين يتبنيان سياسة معادية للولايات المتحدة وناعمة مع موسكو ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت إن حال المرشح فيون تبقى مستساغة عند مقارنتها بحال المرشحة لوبان التي تتزعم الجبهة الوطنية، أو النسخة الفرنسية الحديثة للفاشية. وأضافت أنه في حال فوز اليمينية المتطرفة لوبان، فإنها سرعان ما تسحب فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، بل سرعان ما تشن حربا ثقافية على الإسلام وتعلن وقفا للهجرة إلى البلاد. وقالت إنه لمن المؤسف أن حادثة إطلاق النار على ضباط الشرطة في شارع الشانزليزيه في باريس أمس الأول الخميس -الذي تبناه تنظيم داعش- قد تدفع بالناخبين المترددين إلى انتخابها. وتابعت أنه في حال فوز ميلينشون فإنه أيضا سرعان ما يسحب فرنسا من عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) ويتحالف مع كوبا وفنزويلا. وعادت الصحيفة إلى القول إنه في حال نجا ماكرون في الجولة الأولى أمام المرشحين السبعة الآخرين، فإنه سيكون الأفضل لأن يفوز بالانتخابات النهائية لرئاسة البلاد. وذكرت أن قادة الاتحاد الأوروبي وقادة الناتو وقادة الأسواق المالية كلهم سيتنفسون الصعداء في حال فوز ماكرون، ولكن لا يمكن لنا أن نستبعد البدائل الكارثية، وسط الأزمات التي يعانيها الغرب بشكل عام.