يتوجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 23 أبريل 2017، في الجولة الأولى لأكثر انتخابات رئاسية غير متوقعة النتائج في تاريخ فرنسا الحديث. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشح الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون هو الأوفر حظاً. لكن الفارق بينه وبين المنافسين الثلاثة الكبار الآخرين، وهم: مارين لوبان من اليمين المتطرف، وفرانسوا فيون من التيار المحافظ، وجان لوك ميلينشون من اليسار المتطرف، تقلص بشدة. وقد يتأهل أي اثنين من الأربعة لجولة الإعادة التي ستجرى في أيار. وفيما يلي السيناريوهات المحتملة بعد التصويت يوم الأحد: ماكرون في مواجهة لوبان تتوقع استطلاعات الرأي منذ أوائل شباط أن هذه هي المواجهة الأكثر ترجيحاً. وتمثل هذه المواجهة تحولاً جذرياً في المشهد السياسي الفرنسي؛ فهي لا تضم أياً من مرشحي الأحزاب الرئيسية التي تحكم البلاد منذ عقود وستضع رجلاً أسس حزبه قبل عام فحسب في مواجهة امرأة تريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي. ورؤية لوبان في جولة الإعادة قد تثير قلق المستثمرين رغم أنهم أتيح لهم مع الناخبين الفرنسيين كثيراً من الوقت لتعوُّد هذه الفكرة. وتتوقع استطلاعات الرأي أن ماكرون (39 عاماً) الوسطي المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي سيفوز في المنافسة بسهولة؛ ليحرم لوبان من فرصة أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا وهي في الثامنة والأربعين من عمرها. وإذا وصل ماكرون للرئاسة، فسيثير التساؤلات بشأن ما إذا كان يستطيع نيل الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في حزيران. أما فوز لوبان، فسيكون صادماً بشكل أكبر، لكن بالنسبة لها فإن الكثير من سياساتها سيعتمد أيضاً على انتخابات البرلمان. فيون في مواجهة لوبان حتى أواخر كانون الثاني الماضي، كان هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً. لكن فيون تراجع إلى المركز الثالث الآن وربما الرابع؛ بسبب فضيحة محسوبية تشمل زوجته. لكن السياسي البالغ من العمر 63 عاماً، عاد إلى المشهد وإن كان بشكل متواضع، وتتوقع استطلاعات الرأي احتمال أن يحصل على دفعة في اللحظة الأخيرة من المحافظين الذين أثارت الفضيحة استياءهم، لكن قد يمتنعون في نهاية المطاف عن دعم ماكرون على حسابه. وينظر إلى هامش انتصار فيون على لوبان على أنه الأقل؛ لذا فإن هذا السيناريو في جولة الإعادة قد يكون مثيراً للقلق بدرجة أكبر بالنسبة للمستثمرين من السيناريو الأول. وينفي فيون ارتكاب أي مخالفة، لكن من المرجح أن تلاحقه الفضيحة حتى القصر الرئاسي؛ ما يثير الشكوك بشأن مدى السهولة التي قد يدفع بها خططه المثيرة للجدل لتقليص الإنفاق بشكل حاد. لكنه رغم ذلك قد يخوض معركة أسهل للحصول على الأغلبية البرلمانية من ماكرون أو لوبان في ظل وجود هيكل لحزب الجمهوريين المحافظ. ماكرون في مواجهة فيون ستكون المفاجأة الكبرى هنا، هي عدم وصول لوبان إلى جولة الإعادة؛ ما سيثير الحيرة بشأن سنوات من استطلاعات الرأي. وإذا لم يدخل ميلينشون الجولة الثانية أيضاً، فسيكون المرشحان المناهضان للاتحاد الأوروبي قد خرجا من السباق؛ الأمر الذي سيجعل المستثمرين على الأرجح يتنفسون الصعداء. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيهزم فيون بسهولة في الجولة الثانية. ورغم أن عدم المنافسة في جولة الإعادة قد يجعل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف يعيد تقييم حساباته، يقول خبراء إن هيمنة لوبان على الحزب لا تزال قوية رغم التوترات مع ابنة أختها ماريون مارشال لوبان. وسيكون أداء الحزب في الانتخابات البرلمانية حاسماً. ميلينشون في مواجهة لوبان ستكون هذه أكبر صدمة للأسواق المالية؛ لأن المواجهة ستكون بين سياسيَّين شعبويَّين مناهضَين للاتحاد الأوروبي من أقصى يسار وأقصى يمين التيارات السياسية. وجاء صعود ميلينشون في استطلاعات الرأي بعد أداء قوي في مناظرات تليفزيونية أواخر آذار وأوائل نيسان كأحدث مفاجأة في السباق الذي شابته الفوضى. ورغم أن أياً من استطلاعات الرأي لم يتوقع حتى الآن أن يصل ميلينشون إلى الجولة الثانية، فإن السياسي، البالغ من العمر 65 عاماً، يتحدى هوامش الخطأ في تلك الاستطلاعات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيهزم لوبان في جولة الإعادة. لكنه هو أيضا يريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي، ومثل لوبان قد يجد صعوبة في الحصول على أغلبية برلمانية لتنفيذ خططه. ميلينشون في مواجهة ماكرون تتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز ماكرون بسهولة في مثل هذه المواجهة التي ستضع وجهتي نظر مختلفتين تماماً، بشأن مستقبل فرنسا وعلاقتها مع أوروبا، في مواجهة. ميلينشون في مواجهة فيون هذا السيناريو أقل ترجيحاً من كل السيناريوهات السابقة؛ لأن ميلينشون وفيون في المركز الثالث والرابع في استطلاعات الرأي. لكن، إذا تأهل ميلينشون لجولة الإعادة، وهو احتمال كان بعيداً عن التصور قبل 3 أسابيع فحسب، فإن استطلاعات الرأي تتوقع أنه سيهزم فيون. لكن، قد يحدث الكثير فيما يتعلق بدعم الناخبين قبل جولة ثانية. سيناريوهات أخرى تراجعت معدلات التأييد للمرشح الاشتراكي بنوا أمون إلى 8 في المائة، ولا تتوقع أي استطلاعات أن يصل إلى الجولة الثانية وكذلك الحال بالنسبة لباقي المرشحين؛ وهم اشتراكيان، و3 قوميين، ونائبة وسطية. وهناك سيناريو آخر غير مرجح بشدة؛ وهو أن يحصل أي من المرشحين الأحد العشر على 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى لينال فوزاً صريحاً. وتظهر أرقام استطلاعات الرأي حالياً أن أياً من المرشحين لن يحصل حتى على نصف هذه النسبة في الجولة الأولى.