احتدمت أول مناظرة تلفزيونية في حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية مساء الاثنين عندما سئل المرشحون عن المواضيع الساخنة المتعلقة بالهجرة والعلمانية. وجمعت المناظرة، التي استغرقت 3 ساعات ونصف، على قناة "TF1 " المحلية مساء الاثنين، بين زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان، والمرشح المستقل إيمانويل ماكرون، ومرشح حزب الجمهوريين من يمين الوسط فرانسوا فيون، ومرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون، ومرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلنشون. وقال المرشح الاشتراكي بونوا هامون إن الهجرة إلى فرنسا ظلت "مستقرة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ورغم ذلك يثور نقاش حولها كل عام"، مضيفا: "ينبغي أن يكون لدينا منهجا يؤيد الاندماج بدلا من الشعارات الانتخابية". لكن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان قالت إنها ترغب في "وقف الهجرة الشرعية وغير الشرعية"، وشددت على أن المتطرفين "يتسللون" بين المهاجرين وأنه ينبغي على فرنسا أن تعتني بدلا من ذلك بفقرائها وعاطليها. كما دعت لوبان إلى حظر الحجاب في المدارس والأماكن العامة مما أثار غضب المرشح اليساري جان لوك ميلانشون الذي سأل عما إذا كانت ترغب أيضا في منع الأشخاص من "ارتداء التنانير الطويلة أو القصيرة" لأسباب دينية. وقال مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون: "الفخ الذي تسقطون فيه، يا سيدة لوبان، هو تقسيم الشعب الفرنسي". ودبت مناوشات مرارا أثناء المناظرة بين لوبان وماكرون. ووفقا لاستطلاعات الرأي، يتوقع أن يواجه الاثنان كل منهما الآخر في جولة الإعادة الحاسمة بعد جولة التصويت الأولى في 23 أبريل . وقالت لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة إن "البعض هنا" يخلطون بين الأعمال الخاصة والخدمة العامة لصالح خريجي مدارس النخبة ومن ثم فإن القرارات السياسية تحابي الشركات الكبرى. وتعجب ماكرون، وهو خريج أعلى كليات الإدارة في فرنسا وعمل لعدة أعوام في بنك روتشيلد التجاري قبل أن يعمل وزيرا للاقتصاد في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند، قائلا: "هذا (الحديث) موجه لي مجددا!". وقال إنه إذا كانت لوبان لديها دليل على وجود أي تقصير ينبغي عليها أن تبلغ به الشرطة "وسيقوم النظام القضائي بعمله كما فعل مع عدة مرشحين آخرين"، في إشارة إلى مشاكل قانونية لكل من لوبان والمرشح المحافظ فرانسوا فيون. وكانت لوبان قد رفضت مؤخرا استدعائين من الشرطة والقضاء لاستجوابها حول مزاعم بأنها طالبت بصورة غير شرعية بمدفوعات من البرلمان الأوروبي لمساعدين كانوا يعملون بالفعل لدى حزبها "الجبهة الوطنية". لكن عبارات ميلانشون، الذي يحتل المركز الخامس باستطلاعات الرأي، كانت الأكثر انتشارا على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أثناء المناظرة. وأثنى ميلانشون بشكل مثير على مقدمة المناظرة آن-كلير كودراي مشيرا إلى "براءتها" التي تشبه "براءة الغزلان" في تلميح إلى المشاكل القانونية التي تحاصر بعض المرشحين من دون أن يسميهم. واضاف "هناك اثنان منا هنا ملوثان ... لا تعمموا الأحكام علينا جميعا"، في إشارة على ما يبدو إلى فيون ولوبان. وركز المرشح المحافظ فيون، الثالث في استطلاعات الرأي، على القضايا الاقتصادية وركز حديثه على سياسة للتقشف، قبل أن ينتهي به الحديث إلى انتقاد لوبان. وقال فيون إن سياسة لوبان الداعية إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي تنذر بانزلاق فرنسا إلى الفوضى، وردت لوبان قائلة إنه يحاول إخافة الناخبين. وفي ختام المناظرة، طلب فيون، الذي خضع لتحقيق قضائي على خلفية ما تردد عن أنه منح زوجته وظيفة وهمية بأجر مجز من الأموال العامة، من الناخبين أن ينظروا إلى خبرته وقال إنه المرشح الوحيد القادر على حشد أغلبية برلمانية خلف برنامجه. واختارت لوبان بدلا من ذلك التأكيد على معارضتها لبروكسل قائلة إن قواعد الاتحاد الأوروبي ستمنع منافسيها من تنفيذ سياساتهم إذا تم انتخابهم. وكان ماكرون آخر من تحدث وسعى إلى سد الفجوة بين اليسار واليمين قائلا إنه يعرض على الشعب الفرنسي "خطة لحمايتك من دون تقسيمك". وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة BFM خلال المناظرة، أن الجمهور اعتبر ماكرون الأكثر إقناعا، حيث حصل على 29% من المستطلعة آراؤهم بهذا الخصوص، وجاء ميلانشون في المركز الثاني بنسبة 20%، تلاه فيون ولوبان ب 19% لكل منهما، وحل هامون في المركز الأخير بنسبة 11%. وتجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل المقبل، وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات تجرى جولة ثانية في مايو.