* العلم: باريس – أحمد الميداوي أطلقت الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان (49 عاما) أول أمس الأحد في مدينة ليون حملتها الانتخابية القائمة على 144 التزاما في وقت تتمتع فيه بأسبقية مريحة على منافسيها حسب استطلاعات الرأي التي تتوقع مرورها إلى الدور الثاني. واستعارت لوبان شعارات استخدمها دونالد ترامب وهاجمت "الهجرة المكثفة" والعولمة والتطرف الإسلامي، كما أشادت ببريطانيا التي اختارت مغادرة الاتحاد الأوروبي. ووعدت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف بأنها ستكون رئيسة تعتمد سياسة "فرنسا أولا" مع إطلاقها رسميا حملتها الانتخابية التي تضمنت شعارات عدة أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وقبل نحو ثمانين يوما من الانتخابات الرئاسية تجد مارين لوبان نفسها في موقع جيد، في حين أن منافسها الرئيسي فرنسوا فيون يغرق في فضيحة الوظائف الوهمية لزوجته واثنين من أولاده. وهاجمت لوبان في خطاب ألقته خلال مهرجان انتخابي سياسة "الهجرة المكثفة" والعولمة "والتطرف الإسلامي" قائلة إنها تريد أن تجعل فرنسا بلدا "لا يدين بشيء لأحد". وقالت أمام نحو ثلاثة ألاف شخص "لقد فهمتم، والأحداث الأخيرة قدمت الدليل القاطع ضد يمين المال ويسار المال، وأنا مرشحة فرنسا الشعب". وتابعت "بعد عقود من الأخطاء والجبن والتسيب وصلنا إلى مفترق طرق". كما أشادت ببريطانيا لأنها اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي ودعت الفرنسيين إلى اعتماد نموذج ناخبي ترامب الذين "يريدون أن يضعوا مصالحهم الوطنية أولا". وأضافت خلال التجمع الذي أنهى يومين من اللقاءات مع أنصارها في مدينة ليون "أنا أدافع عن الجدران التي تحمي مجتمعنا بمواجهة قادتنا الذين اختاروا العولمة الفوضوية والهجرة الكثيفة". وقالت "لا نريد أن نعيش تحت نير الأصولية الإسلامية وأن فرنسا هي فعل حب ولهذا الحب اسم: الوطنية. يحق لكم حب بلادكم ويحق لكم الافتخار بذلك، حان الوقت لتحريك المشاعر الوطنية". ورد أنصارها بهتافات "نحن هنا في بلادنا، نحن هنا في بلادنا". وساهم تصويت البريطانيين إلى جانب بريكسيت ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في إعطاء دفعة قوية للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. وأظهرت استطلاعات الرأي أن لوبان ستحصل على ما يكفي من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 23 أبريل تخول لها خوض الدورة الثانية. لكن الاستطلاعات تشير إلى هزيمتها أمام مرشح الوسط إيمانويل ماكرون (39 عاما، وزير اقتصاد سابق) المستفيد الرئيسي من أزمة فيون، حيث سجل ارتفاعا ملحوظا في استطلاعات الرأي. وقد أكد في إشارة إلى الجبهة الوطنية حزب منافسته في الانتخابات مارين لوبان : "إنهم لا يتحدثون باسم الشعب، إنهم يتحدثون باسم مرارتهم، إنهم يتحدثون عن أنفسهم من الأب إلى الابنة والابنة إلى ابنة أخيها" مشيرا إلى الأب لوبان وابنة الأخ ماريون النائبة في البرلمان والأكثر تطرفاً على غرار جدها المؤسس. وأوضح وهو يتوجه إلى أنصاره في نفس المدينة، أن "حزب الجبهة الوطنية" المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة "لن يكون وفيا للشعار الفرنسي، الحرية والمساواة والأخوة". وانتقدها بقوة قائلاً إنها "تخذل المثل والمبادئ الفرنسية" ساخرا من شعار حملتها "باسم الشعب". وأضاف انهم "يخذلون الحرية بتقليص آفاقنا ويخذلون المساواة بإعلان أن البعض متساو أكثر من آخرين ويخذلون الأخوة لأنهم يكرهون الوجوه التي لا تبدو مثلهم". ورد مسئولو "الجبهة الوطنية" في تجمع ليون بالمثل ووصفوا ماكرون بأنه مرشح "الرأسمالية الدولية". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيهزم بسهولة لوبان في الجولة الثانية حتى وإن كانت الثقة في مؤسسات استطلاعات الرأي قد اهتزت بعد إخفاقها في توقع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية أو تصويت بريطانيا في يونيو الماضي بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وكانت لوبان تعهدت أول أمس بحماية الناخبين من العولمة وجعل بلادهم "حرة" أملا في الاستفادة من الاضطرابات السياسية لتحقيق مفاجأة على غرار ما حققه دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة. وتعول "الجبهة الوطنية" على الفضائح التي تلاحق المرشح المحافظ فرانسوا فيون وصعود النزعة الشعبوية في إقناع الناخبين بدعم لوبان، في أصعب سباق انتخابي تشهده فرنسا منذ عقود. وبعد المرشحين الثلاثة الرئيسيين، مارين لوبن وفراننسوا فيون وإيمانويل ماكرون، يأتي مرشح اليسار، الاشتراكي بونوا هامون، ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي عقد بدوره مهرجانا انتخابيا الأحد في ليون بموازاة تجمع انتخابي في باريس يطل فيه عبر صورة مجسمة، في أول حدث من نوعه في انتخابات فرنسية. وتجري هذه المهرجانات الانتخابية بعد عشرة أيام على فضيحة ألقت بثقلها على الحملة لا سيما من جانب اليمين، إذ طالت زوجة فرنسوا فيون وأدت إلى فتح تحقيق في قضية اختلاس أموال عامة. وتواجه مارين لوبان هي الأخرى اتهامات بتدبير وظائف وهمية، تتعلق بمساعدة لها تقاضت راتبا من أموال أوروبية، وهي أيضا تنفي حصول أي تجاوزات وتندد ب "معركة سياسية" يخوضها البرلمان الأوربي ضد حزبها. وتحدثت صحيفة "لوموند" في افتتاحية السبت عن "أجواء ضارة من المحاباة والمحسوبية والمكاسب غير المستحقة"، معتبرة أنه "لشدة ما يعامل الفرنسيون على أنهم سذج (…) سنزيد في نهاية المطاف من اشمئزازهم من الشأن العام".