16 أبريل, 2017 - 11:15:00 في تحول مفاجئ في خطابهم السياسي تجاه المغرب، اتخذ إسلاميو الجزائر من الهجوم على المغرب منصة للترويج لأنفسهم في الحملة الانتخابية التي تشهدها بلادهم. فقد فاجأ رئيس عبد الرزاق مقري، زعيم "حركة مجتمع السلم" أكبر الأحزاب الإسلامية المعارضة في الجزائر، المتابعين للحملة الانتخابية بتبني الخطاب الرسمي لحكومة عبد العزيز بوتفليقة في علاقاتها مع المغرب، حيث شنّ هجومًا عنيفًا هو الأول من نوعه على الرباط، حين اتهم المغرب بإغراق الجزائر بأطنان من المخدرات لجرّ شبابها إلى مستنقع الإدمان. ولم تتعود الأحزاب السياسية الجزائرية، خاصة ذات التوجه الإسلامي منها، على استعمال ملف تجارة المخدرات في انتقادها للسلطات المغربية، وهو الملف المفضل الذي تبني عليه السلطات الجزائرية الرسمية هجومها على المغرب. وذهب زعيم "حركة مجتمع السلم"، الذي كان يتحدث في حملة انتخابية بمدينة تلمسان المحاذية للحدود المغربية، إلى حدود الهجوم على حكومة سعد الدين العثماني متهما إياها بإغراق السوق الجزائرية ب "سيول من الحشيش المغربي"، لتدمير "حياة ومستقبل شباب الجزائر"، على حد تعبيره. ولاحظ مراقبون أن هذه هي أول مرة يهاجم فيها إسلاميو الجزائر مباشرة وبلغة عنيفة الحكومة المغربية التي يقودها حزب إسلامي هو "العدالة والتنمية". وذهب مراقبون إلى الربط بين هذا الهجوم وإعفاء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق الذي لم يسبق لإسلاميي الجزائر، الذين كانوا ينظرون إليه ك "أردوغان" المنطقة، أن انتقدوا حكومته مباشرة كما يفعلون اليوم من حكومة سلفه سعد الدين العثماني.