07 أبريل, 2017 - 04:47:00 جرى مساء أمس الخميس بالدارالبيضاء، تقديم كتاب "روح الميدان"، لعالم الأنثروبولوجيا المغربي حسن رشيق. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب، الواقع في 597 صفحة من الحجم المتوسط والصادر عن مركز جان بارك، مستوحى من الواقع، لأنه عبارة عن دراسة للمعرفة الأنثروبولوجية بالمغرب لفترة تمتد على ثلاث عقود متتالية (30 سنة). ويبرز هذا الكتاب،الذي يتضمن 35 فصلا موزعة إلى أربعة أجزاء تجمع بينها وحدة الموضوع، جانبا من حياة المؤلف، الذي كان إلى حد بعيد موضوعيا من خلال الانسلاخ عن ذاتيته وكذا الاعتماد على أسلوب أكاديمي. وأبرزت المداخلات التي قدمت بالمناسبة، أن المنهجية التي اعتمدها الباحث حسن رشيق في معالجته لجملة من الوقائع التي عاشها أو عايشها، يمكن أن تكون مادة دسمة للباحثين وطلبة علم الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، وذلك بالنظر لقدرته على الغوص في ثنايا الواقع المغربي في محاولة لاستكشاف خباياه وما تنطوي عليه جملة من التقاليد والأعراف المتداولة بين الناس. وفي قراءة لهذا الكتاب من حيث الثراء الكمي والنوعي، تمت الإشارة إلى أن آلية التشريح التي باشرها في دراسته لمختلف القضايا والمفاهيم، نابعة من عمق التجربة التي اكتسبها في معالجته لجملة من الأفلام بعدد من النوادي السينمائية، في محاولة لإعطاء مجريات الأحداث ومشخصيها، معناها الحقيقي انطلاقا مما يفرزه الواقع من تداعيات. وللإشارة فحسن رشيق الذي اشتغل منذ 1982 كأستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في الدارالبيضاء، يعد من بين علماء الأنثروبولوجيا المغاربة. وقد سبق له أن عمل كأستاذ زائر بعدد من الجامعات الأمريكية والأوروبية والعربية، مثل جامعة برنستون الأمريكية، ومعهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، وجامعة براون، والجامعة اليسوعية في بيروت، ومعهد دراسة الحضارات الإسلامية في لندن، فضلا عن كونه عضوا مؤسسا للمركز المغربي للعلوم الاجتماعية (2006).