اشتغل الأستاذ الأنتربولوجي حسن رشيق كما وضح في تصريح ل"فبراير.كوم" على الكتب المهمة التي كتبها الانتربولوجيون عن المغرب ما بين 1880 و1890، على أساس أن أقدم كتاب بهذا الصدد يعود نشره إلى سنة 1884. فمع الانتربولوجا التأويلية ستحدث تغييرات مع أسماء أمريكية وبريطانية، ولذلك تركت جيلين من الأجانب الذين كتبوا عن المغرب على أساس أن أخصص لها مقالا منفردا، بالإضافة إلى الأنتربولوجيين المغاربة الذين اشتغلوا على المغاربة ابتداء من سنة 1980، وبدورهم أفردت لهم مقالا مستقلا.." فتحت عنوان:"القريب.. والبعيد قرن من الأنثروبولوجيا في المغرب"، يكشف الأستاذ رشيق في كتابه هذا على فترة ما بعد الاستعمار التي تميزت بنقد الاستشراق والأنثروبولوجيا.
ويضيف موضحا ل"فبراير.كوم":"من أهم الخلاصات الكبيرة التي توصلت إليها هي أن المعرفة سواء كانت كولونيالة أو قبل أو بعد كولونيالية لها شرطها، والشرط الايديولوجي والسياسي ما هو الا شرط ضمن شروط أخرى.
كل انتربولوجي عالج المجتمع المغربي من زاويته النظرية، والاهم ليس كونهم كولونياليين، وإنما المفاهيم والنظريات التي اٌعتمد عليها كل واحد منهم لفهم الثقافة المغربية. لقد حاولت أن أفهم لماذا كتبوا بهذه الطريقة؟ وما هي الشروط المعرفية التي اعتمدوا عليها؟.."
ويضيف الأستاذ رشيق أن:"الكتاب يبين أن نفس المسار الكولونيالي لا يعطي بالضرورة نفس الكتابات والخلاصات ذاتها، وبالتالي لِمَ لمْ ينتج الانتربولوجيون نفس المعرفة، فثمة من اعتمد علم النفس الاجتماعي، وهناك من انطلق من نظريات أخرى جعلت بصماته ونتائجه تختلف عن تماما عن آخر، لاسيما وأن عدم معرفة هؤلاء الأنتربولوجيين باللغة العربية واللغة الأمازيغية كان وراء اختلاف كتاباتهم واستنتاجاتهم..".
إن الكتاب مهم لأنه يفكك بنية قرن من الأنثروبولوجيا في المغرب، ولأنه يعري الغطاء المعرفي الذي اعتمده باحثون وأنثروبولوجيون كوسيلة من أجل فهم تكون المجتمع المغربي، وفهم بنية اشتغاله سواء بهدف معرفي أو كولونيالي، ولأنه يكشف عن الوجه الآخر من المعادلة التي اشتغل عليها انتروبولوجيين ركزوا على ثقافة المغاربة والروح المغربية والذهنية المغربية وأخرى ركزت على اشكالية الاسلام المغربي وعلى المزاج المغربي...