22 فبراير, 2017 - 05:34:00 استغرب مدرسو ومدرسات الفلسفة، المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، عدم سحب، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني التي يشرف عليها رشيد بلمختار، الكتب الثلاث لمقرر منار التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي، مجددة رفضها المطلق لتدريس التلاميذ مضامين هذه الكتب المجرِّمة للتفكير، والمؤسسة على الحشد بإيديولوجية الحقد الوهابي، المنبني على كراهية الأخر المختلف دينيا وحضاريا. وسجلت الجامعة الوطنية التوجه الديمقراطي في مراسلة وجهتها إلى رشيد بلمختار، حصل عليها موقع "لكم" اليوم الاربعاء 22 فبراير الجاري، تأسفها على عدم سحبها للمقررات، رغم النداءات المتكررة، ورغم "تهدِّيدها للاستقرار والأمن العالميين بالنظر لمحتواها المجرِّم للتفكير الفلسفي والمعادي للعلوم الإنسانية والمحقِّر لقرون من نضالات الشعوب في مواجهة قوى الرجعية والتخلف لترسيخ منظومة حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها." وفق تعبير المراسلة. واستهجنت المراسلة في الوقت ذاته تذرع وزارة التربية الوطنية بالكلفة المالية للسحب "والتي لا تساوي شيئا قياسا بالضريبة التي سيؤديها المغاربة والمجتمع الإنساني بصفة عامة من انتشار هذا الفكر وانتعاشه ليهندِس وجدان الآلاف من تلامذة هذه المستويات برسم هذا الموسم الدراسي." واعتبرت ذات المراسلة، اعتماد هذه الكتب تطبيع مع الفكر الوهابي وتبيئة لنجوم القنوات الخليجية للحشد بالحقد والتعبئة بالتكفير في الفصول الدراسية، محملة بلمختار،المسؤولية السياسية الكاملة أمام هذا الجرف المسترسل لبناء ثقافة الإيمان بالتعدد والاختلاف والتفكير الحر والمشاركة في بناء الوطن المشترك. وحذرت المراسلة من تداعيات هذه الحرب الصريحة على النقد والتفكير والإبداع والتنوير وما سيترتب عنها مستقبلا من إدامة للتخلف وتعطيل لطاقات ومقدُرات الوطن على كافة المستويات. وأشارت المراسلة إلى أن هذه الملاحظات المتعلقة بسلسلة منار التربية الإسلامية للثانوي، ما هي إلا "مجرد قطرة من مآسي نظامنا التعليمي الساهر على إنتاج مخلوقات فاقدة للتفكير والتحليل النقدي والإبداع، غريبة عن الواقع الذي تعيشه مفصولة عن حياتها تستعيض عن التفكير بالأفكار الجاهزة والمعطاة مرة واحدة كحقائق أبدية." مشيرة إلى أن تعميم تدريس الفلسفة لتشمل كل المستويات الدراسية يعد مدخلا مهما من بين مداخل أخرى للحد من هذا التردي المريع لنظام تعليمي فاشل. وأوردت المرسلة، أن مدرسين ومدرسات للفلسفة، يحتفظون لأنفسهم بحق اتخاذ كل الخطوات المطلوبة للوقوف أمام ما أسموه بالمقامرة، بالمصير المشترك والقرصنة المتعمدة لعقول الصغار لفائدة مشاريع النكوص والارتداد والاستبداد.