طالبت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، وزارة التربية الوطنية بسحب كتب منار التربية الاسلامية من التداول المدرسي "حفظا لناشئتنا من التطرف"، معتبرة أن هذه الكتب "متزمتة وذات نفس وهابي واضح، ومسيئة للفلسفة والعلوم". وأوضح بلاغ للمكتب الوطني للجمعية المذكورة، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن وزارة بلمختار "تورط نفسها في الدفاع عن كتب متزمتة ذات نفس وهابي واضح"، متهمة مدير البرامج والمناهج بالوزارة ب"التنصل من مسؤوليته في التأشير على الكتب مثار الجدل"، وذلك بعد لقاء جمع الكاتب الوطني للجمعية مع المسؤول المذكور بالورزاة "لم يأت بجديد في الموضوع". وأشار "أساتذة الفلسفة"، إلى أنهم سيستمرون في العمل من أجل "تحقيق مطلبهم بسحب الكتب المثيرة للجدل بكل الوسائل الحضارية المتاحة"، معلنا "تنظيم أيام دراسية في الموضوع بالرباط تتوج بإعلان الرباط للدفاع عن الفلسفة والذي سيرفع الى الجهات المعنية وطنيا ودوليا"، مجددا دعوته بلمختار إلى فتح حوار مع الجمعية في الموضوع. وكانت الجمعية المذكورة قد دعت إلى شكل إحتجاجي أيام 21 و 22 و23 من الشهر الجاري، مهنئة "جميع مدرسي ومدرسات الفلسفة ومفتشيها على الإنخراط الواعي والمسؤول والحضاري في الشكل الاحتجاجي، على النجاح الباهر الذي حققته هذه الخطوة في مجموع التراب الوطني، كما يحيي تضامن مدرسي ومدرسات ومفتشي ومفتشات مادة التربية الاسلامية والفعاليات الدينية على حسهم التربوي والوطني العالي، وكذا التجاوب الإيجابي للإدارات التربوية ولجمعيات الآباء وأولياء الامور والتفاعل التربوي للتلاميذ وحبهم وتعاطفهم مع مادة الفلسفة". ودعت الجمعية الجميع إلى "المساهمة في النقاش العمومي حول إصلاح المناهج والبرامج والكتب المدرسية وتخليصها من الهيمنة الوهابية على المدرسة المغربية"، مسجلا ارتياح الكبير مما سماه "الحراك الفكري الصحي الذي انبثق عن مبادرة الجمعية". وكانت وزارة التربية الوطنية، قد أعلنت عن موقفها من البرنامج الجديد لمادة التربية الإسلامية بمستوى السنة أولى باكلوريا خاصة مجزوءة "الإيمان والفلسفة"، مشيرة في ردها على جمعية مدرسيالفلسفة الذين هاجموا المقرر، إلى أن منهاج التربية الإسلامية الجديد يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة. ونفت وزارة بلمختار في بلاغ سابق لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، وجود تعارض بين مناهج التربية الإسلامية والفلسفة، مشددة على أن الوثائق الرسمية المؤطرة للعمل التربوي تؤكد أن "التفكير الفلسفي يقوي العقل ويطور التفكير"، وأن للمنهج الفلسفي الموضوعي "أثره في ترسيخ الإيمان"، وأن "لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان الحق". وأوضح البلاغ أنه "بالرجوع لمنهاج التربية الإسلامية الجديد الذي يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد على تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني، والذي تمثل مجزوءة الإيمان والفلسفة أحد مظاهره".