17 يناير, 2017 - 10:23:00 يستبشر مزارعو المغرب خيراً، بناتج فلاحي في الموسم الحالي أفضل من سابقه، مع تحسن نسبة هطول الأمطار خلال الشهور الأربعة الأولى من الموسم الفلاحي في البلاد (شتنبر -دجنبر). إلا أن تفاؤلهم، يشوبه بعض الخوف، بعد أن شهد الشهر الجاري انحباساً لتساقط الأمطار في المغرب، صاحبه تدني درجة الحرارة إلى مستويات منخفضة، التي تتسبب في تلف المحاصيل الزراعية المكشوفة. وحذرت مديرية الأرصاد الجوية المغربية، أن عدداً من مناطق المملكة ستعرف طقساً بارداً خلال الأسبوع الجاري، وأوضحت المديرية في نشرة خاصة، أن درجات الحرارة الدنيا ستتراوح ما بين (ناقص 6 درجات) و(ناقص درجة واحد)، فيما ستصل درجات الحرارة العليا بين 6 و12 درجة. كان مجموع التساقطات المطرية، خلال الأربعة أشهر الأولى للموسم الفلاحي 2016/2017، تضاعف بما يقرب ثلاثة مرات، مقارنة مع الموسم الماضي، فيما ارتفع ب 12.9 في المائة مقارنة مع موسم متوسط، وفق معطيات نشرة "الظرفية الاقتصادية" التي تصدرها المندوبية السامية للتخطيط (الهيئة الوطنية المكلفة بالإحصاء). المندوبية، توقعت في تقريرها الأخير الصادر خلال وقت سابق من الشهر الجاري، أن تتحسن الظروف المناخية الخاصة بالموسم الفلاحي الجاري. وأوضحت المندوبية أن تحسن هطول الأمطار في الشهور القليلة الماضية، ساهم في تسريع أعمال فلاحة الحبوب الخريفية، والخضروات والزراعات السكرية. وقال الخبير الزراعي "إدريس الصقلي العدوي"، إن الموسم الفلاحي الحالي عرف تأخراً في تساقطات الأمطار، دفع الفلاحين إلى التريث في زرع الأراضي. وأضاف العدوي، الذي يعمل أستاذاً بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن الأمطار التي سجلت خلال دجنبر تحديداً كانت مطمئنة، "خصوصاً أن معدلها تجاوز 14 في المائة مقارنة مع سنة متوسطة، و80 في المائة مقارنة مع الفترة المناظرة من 2015. وقطع المغرب شوطاً كبيراً في توسيع المساحات المسقية (1.4 مليون هكتار)، وهو ما يمثل 15 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد، ويهدف أن تصل إلى 25 في المائة، إضافة إلى توجهه نحو السقي الموضعي المقتصد للماء (أنظمة ري متطورة). وسجلت نسبة ملء السدود 42 في المائة - 45 في المائة خلال الشهور الماضية، ووصلت مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب تحديداً مليون هكتار، فيما سجل إنتاج الحمضيات 2.36 مليون طن. واعتبر الخبير العدوي المؤشرات بالمطمئنة، تنبيء بموسم "أفضل من موسم متوسط". لكنه بالمقابل سجل تخوفا من نسبة البرودة التي تعرفها البلاد، مشيراً لتأثيراتها على نمو النبتة في بدايتها. من جانبه أوضح الخبير الفلاحي، أوصاف احساين في تصريح ل"الأناضول"، أن الحديث في المغرب عن الموسم الفلاحي يعني بالأساس الزراعات الخريفية أي الحبوب (القمح والشعير) والبقوليات، التي توجد جل المساحات المزروعة بها في المناطق البورية (المناطق المعتمدة على المطر). وأضاف أنه على الرغم من تأخر هطول الأمطار، إلا أن المساحات المزورعة بالحبوب لم تتأثر سلباً، ولم تشهد أية تراجعات في مساحتها، مع تجاوب الفلاحين السريع لوجود كميات كافية من البذور التي تلبي حاجات الزراعة. وأشار الخبير أن التوقعات للأيام المقبلة بسقوط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، من شأنه أن يساعد الحبوب على النمو السريع و تعويض التأخر الحاصل في نموها مما يبشر بموسم جيد. كانت المندوبية السامية للتخطيط، أوضحت أنه في حال هطول أمطار بنسب جيدة خلال شهري فبراير ومارس 2017، سيعرف الإنتاج النباتي ارتفاعاً ملموساً، بفضل تحسن المردودية والمساحات المزروعة. وأضافت: "بدورها ستتحسن أنشطة تربية المواشي، مستفيدة من تطور إنتاج الدواجن واللحوم الحمراء". وتقاس السنة الفلاحية أساساً في المغرب بإنتاج الحبوب، وتعتبر سنة متوسطة إذا بلغ إنتاج الحبوب فيها بين 65 - 80 مليون قنطار، فيما تتجاوز السنة الجيدة 100 مليون قنطار. وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط، أن يشهد الربع الأول من العام الجاري، ارتفاعا في القيمة المضافة الفلاحية "الزراعية" بنسبة 11.1 في المائة، وتساهم في نمو الناتج الداخلي بحوالي 1.3 نقطة.