12 نوفمبر, 2016 - 10:44:00 احتشد آلاف المحتجين على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في عدة مدن أمريكية لليلة الثالثة على التوالي وذلك بعد ساعات من إشادته "بحماستهم". وخرج الآلاف إلى شوارع ميامي وأتلانتا وفيلادلفيا ونيويورك وسان فرانسيسكو، وكذلك في بورتلاند بولاية أوريجون، معبرين عن غضبهم من تصريحات ترامب النارية والمثيرة للجدل في الغالب عن المهاجرين والمسلمين والنساء. وفي وسط مدينة بورتلاند ألقى محتجون بأشياء على أفراد الشرطة المجهزين بأدوات مكافحة الشغب والذين ردوا برش رذاذ الفلفل وقنابل الصوت. وفي إحدى المراحل دفع أفراد الشرطة المحتجين بعيدا وألقوا فيما يبدو القبض على شخص واحد على الأقل وفقا لتغطية مؤسسة محلية تابعة لشبكة (إن.بي.سي). وسار مئات المحتجين في شوارع لوس أنجليس وعرقلوا حركة المرور ملوحين بلافتات تعبر عن رفضهم لترامب وأخذوا يهتفون "نرفض الرئيس المنتخب" و"الشارع لمن؟ الشارع لنا". وفي وقت سابق من الليلة الماضية سار بضعة آلاف في وسط ميامي وسد مئات طريقا سريعا وأوقفوا المرور في الاتجاهين. وفي نيويورك تجمع المتظاهرون مرة أخرى في متنزه (واشنطن سكوير بارك) وعند برج (ترامب تاور) حيث يقيم الرئيس الجمهوري المنتخب في الشارع الخامس (فيفث أفينيو). وبعد أن شجب ترامب في البداية الأمريكيين الذين يحتجون على انتخابه قائلا إنهم يتحركون بناء على "تحريض" إعلامي عدل عن موقفه أمس الجمعة وأشاد بهم. وفي تعليق على "تويتر"، قال "تروق لي حقيقة أن مجموعات صغيرة من المحتجين الليلة الماضية كان لديهم الحماس من أجل بلدنا العظيم. سنتلاقى جميعا ونكون فخورين!" وتعليقات ترامب على "تويتر" مؤشر آخر على رسائله المتضاربة منذ أن أعلن عن ترشحه للرئاسة قبل 17 شهرا. وبعد أن اعترفت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بهزيمتها في ساعة مبكرة يوم الأربعاء، انتهج أسلوبا أكثر ميلا للمصالحة مما كان عليه خلال حملته الانتخابية ووعد بأن يكون رئيسا لكل الأمريكيين. وقبضت شرطة بورتلاند على 26 شخصا على الأقل يوم الخميس، بعد أن ألقى محتجون أشياء مما ألحق أضرارا بسيارات جديدة في معرض للسيارات وبعدد من المباني. وفي لوس أنجليس قبضت الشرطة مساء الخميس على حوالي 185 شخصا معظمهم لسدهم طرقا. وعولج أحد أفراد الشرطة في المستشفى بعد إصابته في الاحتجاج. ويخشى المتظاهرون المناهضون لترامب أن تكون فترة رئاسته المقرر أن تبدأ في 20 يناير نذيرا بتعديات على الحقوق المدنية وحقوق الإنسان. وهم يشيرون إلى وعوده الانتخابية بفرض قيود على دخول المهاجرين والمسلمين وإلى ما يتردد عن تحرشه بنساء. وهتف المحتجون في العديد من المدن بشعارات منها "لا للكره .. لا للخوف" و"مرحبا بالمهاجرين" ورفعوا لافتات كتب عليها "اعزلوا ترامب". وأشادت جماعات عنصرية متطرفة مثل (كو كلوكس كلان) بانتخاب ترامب، وقالت جماعات للحقوق المدنية، إن هناك زيادة في الهجمات على الأقليات بعد إعلان فوز ترامب يوم الثلاثاء. ورفض ترامب تأييد (كو كلوكس كلان) له. وكان معظم المشاركين في الاحتجاجات التي شملت العاصمة واشنطن من الشبان وطلاب الجامعات. معركة طويلة لكن بالنظر إلى بقاء ترامب لأربع سنوات في السلطة وسيطرة حزبه على مجلسي الكونجرس يبدأ النشطاء في الاستعداد لحركة احتجاجية يأملون أن تكون هي الأطول في الولاياتالمتحدة منذ حركة "احتلوا وول ستريت". ومن المقرر خروج مسيرات اليوم السبت في نيويورك ولوس أنجليس، كما سينظم احتجاج في واشنطن يوم 20 يناير عندما يخلف ترامب الرئيس باراك أوباما. وقال نشطاء في سلسلة مقابلات إن هذه الاحتجاجات ستكون مجرد بداية. وقال آل شاربتون وهو أحد قادة الحقوق المدنية في نيويورك، إن المحتجين المناهضين لترامب يجب أن يحذوا حذو الجمهوريين في معارضاتهم لسياسات أوباما. وأضاف أن مناهضة الجمهوريين لأوباما بدأت بداية طبيعية وتطورت فيما بعد إلى حركة حزب الشاي وأدت في نهاية المطاف إلى انتخاب ترامب. وتابع "لن نكون كريهين مثلهم لكننا سنكون على نفس القدر من الإصرار. لن ينتهي هذا. "سنكون فاعلين" وقال تي.جيه. ويلز الذي تطوع للعمل في الحملة الانتخابية الفاشلة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، إن قراره تنظيم احتجاج ليل الخميس عند فندق ترامب الدولي بواشنطن قرب البيت الأبيض كان عفويا. وأضاف ويلز الذي يبلغ من العمر 27 عاما ويعيش في ضاحية واشنطن في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند ويعمل في مجال الموارد البشرية "أخبرت عددا قليلا من الأصدقاء فحسب وفي غضون ساعات قليلة انضم المئات". وأشار إلى أنه يأمل أن يصبح الاحتجاج هو الأول ضمن مظاهرات كثيرة مماثلة. وقال "بدءا بيوم التنصيب وحتى خروجه من السلطة علينا أن نتأكد أنه إذا كان هناك ما سيقره ولا توافق عليه أغلبية الأمريكيين الذين صوتوا لهيلاري كلينتون فإننا سنكون فاعلين بهذا الشأن". وصوت نحو 59.5 مليون أمريكي لترامب، أي أقل من عدد الأصوات التي حصلت عليها كلينتون، وهو 59.7 مليون صوت لكن أداء ترامب القوي في ولايات متأرجحة كولاية ميشيجان منحه نصرا حاسما في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس في نهاية المطاف. وأشار معارضون إلى سجل ترامب بوصفه زعيم حركة بيرثر التي ادعت أن أوباما لم يولد في الولاياتالمتحدة كما أشاروا إلى وعوده بترحيل المهاجرين الذين يعيشون في البلاد دون وثائق رسمية ويقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص. وقال والتر سمولاريك، أحد منظمي الاحتجاجات، إن أعضاء تحالف (أنسر) وهي جماعة احتجاجية أمريكية واسعة النطاق، شاركوا في مظاهرات الأسبوع الماضي ويهدفون إلى جذب عشرات الآلاف إلى مسيرة مناهضة لترامب يوم التنصيب. وأضاف "سيتصدى الشعب لأجندة ترامب منذ اليوم الأول". وأوضح أن الجماعة تعتزم مواصلة التظاهر طوال فترة ترامب الرئاسية التي تمتد أربع سنوات. ويتحدث ترامب منذ فوزه يوم الثلاثاء بنبرة أكثر اعتدالا مقارنة بتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية، الأمر الذي جعل بعض نشطاء الحقوق المدنية ينتظرون ليروا ما سيفعله ترامب قبل الانضمام إلى الاحتجاجات. وقال برنت ويلكز، المدير التنفيذي القومي لرابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة "لا أعتقد أن ترامب يستجيب جيدا للاحتجاجات". وأضاف أنه مستعد للانتظار حتى يرى هل ستصبح تصرفات ترامب أكثر اعتدالا مما كانت عليه أثناء الحملة الانتخابية. وقال إنه إذا لم يحدث ذلك "فإننا سنكون هناك في الشوارع".