خرج الآلاف من الأمريكيين إلى شوارع مختلف مدن البلاد الأربعاء للاحتجاج بعد فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة. وشارك المئات في مسيرة احتجاجية بالعاصمة واشنطن، مرددين شعارات مناهضة للرئيس الأمريكي المنتخب، بينها "الولاياتالمتحدة دون ترامب وكو كلوكس كلان وفاشيين" و"ترامب ليس رئيسنا، داعين المواطنين للانضمام إلى المظاهرة. وانتقد بعض المحتجين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون هي الأخرى، وقال أحد المتظاهرين إن "هيلاري نفسها مسؤولة عن فشلها في الانتخابات، أنا لست من المعجبين بها، لكن ترامب هو بشع بالفعل". وقامت الشرطة بمنع المحتجين من الاقتراب من البيت الأبيض بعد اشتباكها مع مجموعة من المتظاهرين واحتجاز واحد منهم. وأحرق عدد من الطلاب في جامعة واشنطن علما أمريكيا احتجاجا على فوز ترامب، داعيا إلى احترام حقوق الأمريكيين السود والمسلمين. وفي نيويورك وصل عدد المتظاهرين الأربعاء ضد فوز ترامب إلى عدة آلاف. وقد خرج المتظاهرون في شوارع وسط منهاتن متجهين إلى ناطحة السحاب Trump Tower حيث يعيش الرئيس المنتخب، واجتمع عدة مئات في الحديقة المحلية، وردد المتظاهرون "ليس رئيسي". في أوكلاند بولاية كاليفورنيا كسر محتجون واجهات زجاجية ببعض المحال واشتبكوا مع الشرطة. في شيكاغو احتشد حوالي ألفي شخص أمام فندق ترامب الدولي مرددين شعارات مثل "لا لترامب! لا لكو كلوكس كلان! لا لولايات متحدة عنصرية!" وقامت الشرطة في هذه المدينة بإغلاق الطرق في المنطقة، دون ورود أي أنباء حول وقوع اشتباكات أو أعمال عنف. وفي سياتل بشمال غرب الولاياتالمتحدة أدى حادث إطلاق نار إلى إصابة 5 أشخاص بجروح بالقرب من مظاهرة مناهضة للرئيس الأمريكي المنتخب، إلا أن الشرطة أوضحت أن الحادث لم يمت بصلة للاحتجاج. وأشارت تقارير إعلامية كذلك إلى أن المئات احتجوا في مدن فيلاديلفيا وبوسطن وبورتلاند (أوريغون) وأوستين (تكساس) وغيرها من المدن بمشاركة العديد من الشبان والمواطنين السود والنساء والمهاجرين والأقليات والمثليين. وفي سان فرانسيسكو في وقت سابق من الأربعاء تظاهر نحو 1500 من الطلاب والأساتذة، كما احتج المئات من طلاب الجامعات والمدارس في سياتل ولوس أنجلس وغيرها من المدن. وفي لوس أنجلس أيضا احتج عدد من المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية، مرددين شعارات بالإسبانية "لا نؤيد العنصرية"، "ليس رئيسي" و"المهاجرون يجعلون أمريكا عظمى" تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب تمكن من الحصول على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، بما يضمن انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة وفقا للقانون الانتخابي الأمريكي، إلا أن تقارير إعلامية تشير إلى أن منافسته هيلاري كلينتون حصلت على غالبية أصوات الناخبين (47,7% مقابل 47,5% لترامب). وذلك من شأنه أن يزيد التوتر في الشارع الأمريكي وغضب المعارضين للرئيس المنتخب من عيوب النظام الانتخابي في الولاياتالمتحدة، والذي يدعو كثيرون إلى إصلاحه منذ زمن طويل.