أطل الربيع العربي على القارة العجوز من خلال التظاهرات الشبابية التي تشهدها اسبانيا وتلك التي تتوعد إيطاليا وفرنسا والبرتغال. ففي مدريد طالب آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان بويرتا ديل سول بوسط العاصمة مدريد بداية الأسبوع بتغيير النظام السياسي في اسبانيا، وذلك قبل أيام من الانتخابات المحلية والإقليمية المقررة يوم الأحد. وطالب المتظاهرون وأغلبهم من الشباب بتحسين الظروف المعيشية، حيث تعاني البلاد من نسبة بطالة تصل إلى 20% ومن سياسات التقشف التي فرضت لمواجهة العجز في الميزانية. وقضى حوالي ألفي متظاهر الليل بالميدان، وقد أحاطت بهم الشرطة دون تدخل. وعاد الكثيرون إلى منازلهم صباح اليوم الموالي، غير أن آخرين اقسموا أن يبقوا حتى موعد الانتخابات المقررة الأحد. وتشمل الطلبات التي أعلنها نحو 4 آلاف متظاهر "الديمقراطية الحقيقية بدون فساد" و"حرية التعبير". وانطلقت مظاهرات مماثلة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي في مدن أخرى شملت مدن برشلونة وبلنسية واشبيلية، وقد شارك في كل منها مئات. وتمكنت الشرطة من تفريق مجموعة من المتظاهرين في غرناطة، حيث ألقت القبض على عدة أشخاص. وفي برشلونة، ظل حوالي 50 شخصا في ميدان كتالونيا طيلة اليوم. وبدأت أنباء الاحتجاجات تحتل عناوين الصحف منذ الأحد الماضي بعدما خرج عشرات الآلاف في مظاهرات في أكثر من 50 مدينة. ويقول الناشطون إنهم لا يشعرون بأن الأحزاب السياسية تمثلهم ويطالبون بتغيير نظام وصفوه بأنه "يسيطر عليه مصرفيون" يعملون فقط لصالح حزبين كبيرين غارقين في الفساد. وعلى الموقع الاجتماعي فيسبوك انتشرت دعوات التظاهر في كل من فرنسا والبرتغال وإيطاليا. ووصلت حمى الاحتجاجات إلى دول أمريكا اللاتينية حيث فتح ناشطون صفحات على الموقع الاجتماعي فيسبوك يطالبون الناس بالنزول إلى الشارع من أجل الاحتجاج على حكوماتهم والمطالبة بالتغيير. --- تعليق الصورة: متظاهرون يطالبون بالتغيير في العاصمة الاسبانية مدريد