عبدالحكيم الرويضي 09 غشت, 2016 - 03:45:00 بعد اللقاء الذي جمع الوزير المنتدب في وزارة الخارجية ناصر بوريطة، والرئيس النيجيري محمد بوخاري، لعرض مشروع إقامة وحدة لإنتاج الأسمدة للمكتب الشريف للفوسفاط بنيجيريا، تم عقد شراكة بين أكبر مُنتج للفوسفاط في العالم وبين مجموعة "داغناوت" التي تعد أكبر مجمع صناعي في نيجيريا. وتسعى مجموعة "داغناوت" التي تعمل على إنتاج الاسمنت والسكر والدقيق والمشروبات والعقارات، إلى توسيع مجالات عملها وتنويع الاقتصاد النيجيري فضلا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد، خاصة بعد العثرات الاقتصادية التي عرفتها نيجيريا إثر انخفاض أسعار البترول نحو أكثر من 70 بالمائة خلال سنتين. ويعد خيار التعاون مع المكتب الوطني للفوسفاط مؤشرا على مدى ازدهار التعاون بين البلدين، هذا ويطمح المغرب إلى إنتاج 10 ملايين طن من الفوسفاط سنة 2017، وهو أكبر إنتاج عالمي. المغرب ونيجيريا: كيف يستفيد البلدان من شراكتهما؟ فضلا عن الفائدة الاقتصادية المباشرة التي ستحظى بها نيجيريا، فإن كلا البلدين سيربحان الكثير من هذا التعاون. في الشهر الماضي، أعلن المغرب عن رغبته في استعادة عضويته لدى "الاتحاد الإفريقي" بعد 30 سنة من انسحابه، وتصاعد بذلك دعم المغرب للعودته إلى الأسرة الإفريقية، خصوصا بعد أن أصبح قوة اقتصادية في غرب إفريقيا. وكان الملك محمد السادس قد ذكر في رسالته إلى القمة الإفريقية، أنه انسحب من الاتحاد الإفريقي، لكنه "لم يستقل من إفريقيا". في محاولة لتوسيع الأنشطة الاقتصادية في نيجيريا، يمكن لوحدة إنتاج الفوسفاط أن تعمل على خلق عدد مهم من فرص الشغل. وفقا للمكتب النيجيري للإحصاء، فقد ارتفع معدل البطالة من 10.1 بالمائة إلى 12.1 بالمائة خلال الربع الأول من سنة 2016، لأن نيجيريا فشلت في خلق 1.5 مليون فرصة عمل لحصر نسبة البطالة في 10.4 بالمائة. وعلاوة على مشكل البطالة، تظل المخاطر الإرهابية على رأس التحديات التي تواجهها نيجيريا في مناطقها الشمالية، حيث أن زيادة عدد الملتحقين بالجماعة المتطرفة "بوكو حرام" يمكن أن يكون مرتبطا بنمو معدل البطالة في المناطق الحضرية والقروية بنيجيريا. ويعد خلق فرص للعمل، الناتج عن الشراكة بين البلدين، استجابة لهذه القضية، حيث أن المغرب هو حليف نيجيريا في مواجها الإرهاب. كما يعد المغرب شريكا أساسيا بشمال إفريقيا في التصدي لانتشار وتأثير الدعاية الإرهابية وتدفق الجهاديين، وعلاوة على ذلك فقد ساعد المخابرات الفرنسية في تحديد مكان تواجد عبد الحميد أبا عود، الإرهابي البلجيكي ذي الأصول المغربية الذي يعد العقل المدبر للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس في نونبر 2015. كما يعمل المغرب على تشديد المراقبة على الحدود، ونشر قوات "حذر" في مختلف المناطق المهددة بالهجمات الإرهابية، علاوة على تركيزه على محاربة الفقر باعتباره عاملا محفزا للإرهاب، وأيضا اعتماده مناهج التربية الدينية لمكافحة التطرف الإسلامي، وهي خطوات يمكن لنيجيريا أن تستفيد منها وتعتمدها بطريقتها الخاصة. مستقبل علاقات المغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء إن الشراكة الاقتصادية بين المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة "داغناوت" النيجيرية، هي واحدة من الشراكات الإفريقية التي من شأنها دعم عودة المغرب للاتحاد الإفريقي. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوربي لا يزال الشريك الاقتصادي الرئيسي للمغرب، إلا أن الصفقات الاقتصادية التي قام بها المغرب مع دول إفريقيا جنوب الصحراء قد ازدهرت بين سنتي 2008 و 2013، وتضاعفت الصادرات المغربية نحو هذه الدول خلال 2014 حيث وصلت قيمتها إلى 1.4 مليار درهم. وخلال نفس السنة قام الملك محمد السادس بزيارة كل من مالي وساحل العاج وغينياوالغابون لتعزيز التبادل التجاري والثقافي. وفي عام 2016، استقبل المغرب 100 طالب من غينياومالي وتونس لمتابعة تعليمهم الديني لمدة سنتين في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة. وفضلا عن تواجد القطاع البنكي للمغرب في 22 بلدا إفريقيا، قامت الخطوط الملكية الجوية بتوسيع رحلاتها نحو الدول الإفريقية. كما أن مشروع المكتب الشريف للفوسفاط في جنوب الصحراء سوف يتوسع من خلال برامج ترمي لدعم صغار الفلاحين في مالي والسنغال، هذا بالإضافة إلى شراكة صناعية مع الغابون. وكان عليكو داغناوت عن مجموعة "داغناوت" النيجيرية، قال في تصريح لوكالة "رويترز"، إن الشراكة الاقتصادية بين المكتب الشريف للفسوسفاط و مجموعة "داغناوت" سوف تؤسس لعلاقة مستدامة بين المغرب والدول الإفريقية جنوب الصحراء، علاوة على الترويج لأهمية العلاقات التعاونية بين جميع الدول الإفريقية. ترجم بتصرف عن "Morocco World News"