يرتقب أن يدشن المجمع الشريف للفوسفاط وحدة إنتاج الأسمدة الموجهة لإفريقيا بعد اكتمال بنائها في منطقة الجرف الأصفر الصناعية. المصنع الذي كلف إنشاؤه نحو 4 مليار درهم، وتولت أشغال إنجازه شركة دايوو الصينية، ستوفر زهاء مليون طن من الأسمدة سنويا، والتي ستساهم في الثورة الخضراء في القارة السوداء وتدعيم أمنها الغذائي. وتشكل إفريقيا بالنسبة للمجمع الشريف للفوسفاط منفذا جديدا بآفاق نمو هائلة، خصوصا في سياق الظرفية المتقلبة لأسواقه التقليدية. وتمكن المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنة المنتهية من تحقيق نمو في صادراته من الفوسفاط ومشتقاته بنسبة 16.3 في المائة إلى 44.5 مليار درهم رغم انكماش الطلب في الهند والبرازيل، اللذان يعتبران من أكبر منافذ الفوسفات ومشتقاته في العالم، وذلك بفضل خطواته السريعة في السوق الإفريقية على إثر الزيارات الملكية، والتي ضاعفت صادرات المكتب في اتجاه إفريقيا خمسة إلى ست مرات. ويتطلع المجمع الشريف للفوسفاط بتفاؤل أكبر إلى السنة الجارية، التي يرتقب أن تعرف خلال الأسابيع المقبلة عودة الطلب البرازيلي الذي عانى خلال السنة الماضية من تداعيات الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلد، وكذلك الطلب الهندي المتوقف مند منتصف العام الماضي بسبب ارتفاع المخزون وإحجام العند عن الاستيراد. غير أن الطريق لن تكون معبدة أمام المجمع الشريف للفوسفاط بسبب المنافسة الشرسة للصين، خصوصا على مستوى السوق الهدنية، حيث عمدت الصين مع بداية العام الحالي إلى إلغاء رسوم التصدير على صادراتها من الحامض الفوسفوري، والتي كانت تصل في العام الماضي إلى 300 دولار للطن، إضافة إلى تحديد رسوم التصدير على باقي مشتقات الفوسفاط في مستوى 100 دولار للطن على طول سنة 2016. ويشير تقرير صدر أخيرا عن مركز أنتيغر للأبحاث إلى أن العقود التجارية التي أبرمها المجمع الشريف للفوسفاط في دجنبر الماضي بهدف التسليم في 2016 تمت بسعر 715 دولار للطن، أي بسعر أقل بنحو 95 دولار للطن مقارنة مع عقود التسليم خلال السنة الماضية. فيما توقعت استقرار سعر تصدير الفوسفاط الخام في نحو 132 دولار للطن عند مغادرة المغرب. وتبقى السوق الإفريقية، التي تهيمن فيها حاليا روسيا ويقدر حجمها بنحو 3 مليون طن من الأسمدة، المنفذ الطبيعي للمجمع الشريف للفوسفاط، نظرا للعلاقات التاريخية والسياسية وعامل القرب الثقافي والجغرافي، والذي عليه استرداده. ويعزز من إمكانيات النجاح في تحقيق هذا الهدف التوجه الجديد الذي أعطاه الملك للديبلوماسية الإفريقية خلال السنوات الأخيرة والمبني على قيم الشراكة والتعاون والتنمية المشتركة. وبالموازاة مع التدشين المرتقب لوحدة تصنيع الأسمدة الموجهة لإفريقيا قريبا في الجرف الأصفر، يرتقب كذلك أن يعلن المجمع الشريف للفوسفاط عن إستراتيجيته الجديدة اتجاه السوق الإفريقية، وعن الفريق الجديد الذي سيقود هذه الاستراتيجية، والذي يضم خبرات مغربية شابة ذات كفاءة عالية ورصيد دولي كبير اكتسبته في إطار مجموعات دولية في مجال التوسع والتنمية الدولية، خاصة في الأسواق الإفريقية.