19 يوليوز, 2016 - 05:00:00 أبدت العديد من الصحف والمنابر الإعلامية الجزائرية حيال ''عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي''، والرغبة المغربية التي جسدتها الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وذلك بمناسبة انعقاد القمة ال 27 للاتحاد بالعاصمة الرواندية كيغالي، (أبدت) الكثير من ''التذمر''، ووجدتها فرصة لتعداد ما اعتبرته مناقب وخصال ''واهية''، تحاول الرباط تسويقها على المستوى الافريقي. وتوقفت صحيفة ''الشروق''، المقربة من النظام العسكري الحاكم بالجزائر، عند ما اعتبرته ''مغازلة'' المخزن لثوار الجزائر، حيث أعلنت أن ''الخطوة المغربية اللافتة التي جسدتها زيارة ناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، على رأس وفد هام للجزائر، حاملا رسالة من العاهل المغربي، إلى نظيره الجزائري، وهي الزيارة التي قرأ فيها متابعون محاولة مغربية لاستمالة الجزائر ودفعها نحو دعم عودتها لمؤسسات الاتحاد الإفريقي، أو على الأقل عدم عرقلة هذا التوجه، بالنظر لثقل الجزائر في هذه الهيئة القارية''. وخاضت ذات الجريدة في ''الأشواط القانونية لتقرير عودة المغرب إلى الاتحاد، معتبرة أن الملك لم يحسم أمر عودة بلاده للاتحاد، طالما أن الرسالة حملت حكما أو ''تهمة'' قد لا تقبله العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وهو وجود هذه الهيئة في ''وضعية تعارض واضح مع الشرعية الدولية''. والسبب هو اعترافه بال''بوليساريو''، وهو ما تضمنه سؤاله: "هل سيظل الاتحاد الإفريقي مصرا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء؟ في إشارة إلى استمرار قبوله عضوية البوليساريو في مؤسسات الاتحاد''، تقول الجريدة. أما جريدة ''الفجر'' فقالت من جانبها، إن ''المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع، وهو يثق في حكمة الاتحاد الإفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي''، واستدرك أنه ''وكما يقال إن الحقيقة لا تحتاج إلى دليل على وجودها، فهي معيار ذاتها''، وحسب الملك محمد السادس، فإن أصدقاء المغرب يطلبون منه، ''منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية”، معتبرا أنه ''حان الوقت لذلك''. وأوضحت الصحيفة أن كل ما يهم المغرب هو أن ''يكون قوة اقتصادية في إفريقيا فحسب، خاصة وأن شركاته متواجدة بقوة في غرب إفريقيا، فهو في حاجة إلى فضاء اقتصادي لشركاته، وقد أقنع بالفعل كلا من رواندا وكينيا وزيمبابوي, وقد سحبت هذه الأخيرة اعترافها ب''الجمهورية الصحراوية الوهمية''. ''لكن تبقى بلدان في حجم الجزائر وجنوب إفريقيا أهم دولتين في الاتحاد تدعم ''البوليساريو'' وقد تنتهي المبادرة إلى طريق مسدود في حال رفض بقاء ''رصد'' في الاتحاد''، تضيف الجريدة، وهذا سيؤجل الترحيب بهذه العودة التي هي في الحقيقة من حق المغرب، لنعرف موقفه من ''القضية الصحراوية''، ومن أزمات المنطقة الأخرى.