لاشك أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده هو من يحمل مشعل تأسيس مؤسسات الديمقراطية في المغرب ، وهو رائد حقوق الإنسان في المغرب الأقصى ، وهو أيضا المدافع الأول عن حرية التعبير، ولاشك أيضا أن في المغرب من يعمل جاهدا ضد حرية التعبير واستقلال القضاء وحقوق الإنسان ومصالحه يجدها في الاستعمال المفرط للسلطة والسجون وتكميم الأفواه دون أن يأخذ بعين الاعتبار انه يضر بالمغرب على مستويات عدة أولها عرقلة مشروع جلالة الملك وثانيها تلويث سمعة المغرب خارجيا في ظرف لا يحتمل المغرب فيه المس بسمعته خصوصا في مجال حرية التعبير إلى غير ذلك من الأشياء التي لا نحتاج إعادة التذكير بها ... إن الدول التي تحترم أقلامها ومفكريها وصحفييها لا ترتكب مثل هذه الأغلاط ، ففي سنة 1968 وجد البوليس الفرنسي جون بول سالتر يوزع المناشير ويلصق الشعارات على الحيطان إلى غير ذلك من الأعمال التحريضية المنافية للقانون ، فمسكوه ورموه في السجن ، لكن المخابرات الفرنسية أبلغت الجنرال ديكول رئيس الدولة بما اقترفت الأجهزة الأمنية فطلب على الفور اجتماعا للحكومة الفرنسية وتوجه إلى وزير الداخلية فقال له : أنت سجنت سالتر ، فأجابه : لا سيدي الرئيس ، إنما سجنه القانون الفرنسي ، فقال الجنرال متشنجا : ليس بإمكان فرنسا أن تحاكم فولتير فليطلق سالتر فورا ولتعتذر له الحكومة الفرنسية ، وليوزع المناشير كما يشاء ، وليلصق ما يشاء علي الحيطان ... صحيح أن حرية التعبير لا يمكن معرفة سقفها من خلال القوانين ، فالقاعدة العامة أن الحرية مطلقة ما لم تمس حرية الآخرين ، ولكن نحن في المغرب لا نزال في بداية الطريق والسير في مسالك الحريات كالطفل الذي يتعلم المشي ويفسد في تعلمه الكثير من الأشياء ، يكسر الأكواب وينزل الأواني من عليائها ويحدث ضجيجا وإزعاجا ولكننا نسامحه لأنه يتعلم ونأمل منه أن يقوى عوده ويستقيم قوامه ويكون رجلا صالحا لا مشلولا ولا عاجزا عن المشي كبقية عباد الله ... فلنسامح رشيد نيني ولنتركه حرا طليقا يتعلم السير في شعب التعبير الحر ففي هذا التعلم من المنافع للمغرب ولسمعته الداخلية والخارجية ما يتجاوز الأضرار والعثرات التي لابد منها لمن اختار الريادة في هذا السبيل ... إن من شارك من قريب أو بعيد في سجن رشيد نيني أساء إلى المغرب ملكا وحكومة وشعبا ... أوقفوا هذا العبث وأحرموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ...