20 مارس, 2016 - 06:24:00 منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 20 مارس، بدأت تزحف حشود غفيرة من الأساتذة المتدربين نحو ساحة "المريشال" وسط العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، قادمين من مختلف المدن والأقاليم المغربية، للمشاركة في المسيرة الوطنية هي الرابعة من نوعها خلال خمسة أشهر من احتجاجات الأساتذة قصد مطالبة الحكومة المغربية بالتراجع على إقرار مرسومين يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة من 2450 درهما إلى 1200. إلى حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، كانت جموع الأساتذة المتدربين تلتحق بساحة "المريشال" والتي لبست اللون الأبيض على غير عادتها،لون الوزرة البيضاء، لينسجم المكان مع إسم المدينة نفسها. وعلى طول المسيرة رفعت شعارات تنتقد حكومة عبد الإله بنكيران ووزارة الداخلية من قبيل: "يا حصاد مشيتي غالط مبقاو اخلعونا زراوط" و"شفر.. شفر ولاد الشعب.. ولشاط شري بيها زوراطة لولاد شعب". وبحسب مصادر أمنية غير رسمية، فإن عدد المشاركين في مسيرة الأساتذة بلغ 3200 مشارك، بينما رجحت اللجنة الوطنية للأساتذة المتدربين أن يكون عددهم فاق هذا الرقم بالآلاف. استحضار تدخلات الأمن ضد الأساتذة المتدربين لم يتوارى الأساتذة المتدربون في رفع العشرات من الصور بحجم كبير عليها زملائهم مدرجون في الدماء على إثر العديد من التدخلات الأمنية السابقة والتي أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوفهم، بينما أبدع البعض منهم في ارتداء وزرة بيضاء ملطخة باللون الأحمر، لون الدم، وقال أستاذ متدرب لموقع "لكم" إن الغاية إن هذا الهدف من ارتداء وزرة بيضاء ملطخة بلون الدم هي التضامن مع زملائهم الأساتذة المتدربين بعد التدخل الأمنيضدهم في مدينة القنيطرة الأسبوع الماضي". وكان لافتا في مسيرة الأساتذة بالدارالبيضاء، تمركز الأمن في الحفاظ على سير التظاهرة وإفراغ الشوارع وسط المدينة والتي تُعرف بزحمة السير تجنبا لأي اصطدام مع المتظاهرين. تضامن عائلي وسياسي بينما كانت تمضي مسيرة الأساتذة المتدربين صادحة بشعاراتها الاحتجاجية، تقدمت بداية المسيرة عائلات وأمهات الكثير من الأساتذة، والذين عبروا عن تضامنهم مع أبناءهم معتبرين أنهم وقفوا مع أبناءهم إلى حد التعليم والنضج، وأنهم لن يتخلوا عنهم في نيل حقوقهم" كما يقول أحد الآباء إلتقاه موقع "لكم" في وسط المسيرة. قيادة نقابية وسياسية بدورها شاركت في مسيرة الأساتذة، وذكر الراقي عبد الغني، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في حديثه لموقع "لكم"، أن حضورهم هو دعم للأساتذة المتدربين على كافة المستويات، وللتنديد ب "القمع" الذي يتعرضون له، وكذا دعمهم في قضية المطالبة بإسقاط المرسومين المذكورين. أما مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، فقال إن حضورهم كحزب في المسيرة يأتي في إطار مبدأ تابت داخل جذور الحزب ألا وهو الالتحام بالحركة النضالية وكذا من أجل الدعم والتضامن مع الأساتذة المتدربين من أجل حقهم المشروع في الوظيفة العمومية". ومن جانبه قال محمد الهيني القاضي المعزول، والذي شارك بدوره في مسيرة الأساتذة، إن حضوره هو رسالة للحكومة، مطالبا إياها بضرورة الإسراع للاستجابة لمطالب الأساتذة المتدربين التي وصفها ب"العادلة" مؤكدا أنها مطالب دستورية بينما المرسومين الذين يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة "لا يخضعان لأي منطق دستوري" بحسب المتحدث ذاته. رسائل لحكومة بنكيران هذه المرة، وعلى غير العادة، كان إسم وزارة الداخلية حاضرا بقوة في مسيرة الأساتذة المتدربين، ونالت وزارة محمد حصاد قسطا كبيرا من الشعارات الاحتجاجية ضدها، ويفسر الأساتذة المتدربون ذلك بتصاعد وتيرة منع احتجاجاتهم بالقوة وفض عددا من الأشكال الاحتجاجية في مختلف المدن المغربية. وإلى جانب محمد حصاد، لم يفت الأساتذة المتدربين اسم عبد الإله بنكيران، حيث حملوا لافتة كبيرة عليها كلمة "عيطو على الدولة " نسبة إلى ما قاله بنكيران أمام الأساتذة المتدربين في مدينة وجدة قبل أسابيع مضت، بعدما احتجوا عليه، ورفعت شعارات تطالب الحكومة بإيجاد حل عاجل لقضية الأساتذة المتدربين، بينما أكد عضو المكتب النقابي راقي عبد الغني في معرض حديثه لموقع "لكم" أن "النقابات التعليمية تقدمت بمقترح وافق عليه الأساتذة المتدربين وتعنتت الحكومة تجاهه لتظل الوضعية كما عليه لأزيد من خمسة أشهر"، بحسب المحدث ذاته.