ب 13 مارس, 2016 - 08:58:00 اقال رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل مساء الاحد وزير العدل المصري احمد الزند من منصبه بعد تصريحات ادلى بها واعتبرها الازهر "تعريضا بالنبي" محمد. وقال مكتب رئيس الوزراء شريف اسماعيل في بيان مقتصب ان الاخير "اصدر اليوم قرارا باعفاء المستشار احمد الزند وزير العدل من منصبه". وكان الزند صرح لاحدى القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة مساء الجمعة انه سيلاحق قضائيا اي شخص يتعرض له او لاسرته بالسب والقذف ولن يمانع في حبسه حتى "لو كان النبي عليه الصلاة والسلام" قبل ان يستطرد قائلا "استغفر الله العظيم". وجاء تصريح الزند ردا على سؤال حول ما اذا كان سيستمر في ملاحقة صحافيين يتهمهم بنشر اخبار كاذبه عنه وعن اسرته حتى لو ادت تلك الملاحقة الى حبسهم، فرد ايجابا مضيفا "ان شاء الله يكون النبي عليه الصلاة والسلام" ثم اردف "استغفر الله العظيم". ولكن الزند عاد وقال في مداخلة هاتفية مع قناة "سي بي سي" الفضائية الخاصة ان هذا الكلام عن النبي كان مجرد "زلة لسان". واثارت تصريحاته رد فعل سريعا من الازهر الذي حذر في بيان صباح الاحد من "التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعلامية العامة (...) صونا للمقام النبوي الشريف من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة". والزند هو ثاني وزير مصري للعدل تتم اقالته بسبب تصريحات تلفزيونية مثيرة للاستهجان في اقل من عام. اذ تولى الزند نفسه الوزارة بعد اقالة سلفه محفوظ صابر في 20 مايو الماضي اثر تصريح لاحدى القنوات التفزيونية قال فيه انه لا يمكن لابن عامل النظافة ان يصبح قاضيا. وفي يناير الفائت، اثار الزند غضب منظمات حقوقية دولية بعدما دعا بحسب هذه المنظمات الى "قتل جماعي" للاخوان المسلمين. وكان الزند قال في مقابلة مع قناة صدى البلد الفضائية المصرية الخاصة في 28 يناير الماضي انه "لن تنطفىء نار قلبه الا اذا قتل عشرة الاف من الاخوان" مقابل "كل شهيد" سقط من الجيش او الشرطة في الاعتداءات التي تشهدها مصر منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي فييوليو 2013. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان في بيان انها اكدت في رسالة بعثت بها الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انه "يتعين عليه ادانة تصريحات وزير العدل في حكومته التي بدا انها تدافع عن القتل الجماعي لانصار الاخوان المسلمين". ومنذ اطاحة مرسي في يوليو 2013، تشن السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين قتل فيها اكثر من 1400 من انصارها كما اوقف اكثر من 40 الفا اخرين بحسب منظمات حقوقية. كما شهدت مصر موجة اعتداءات قتل خلالها مئات من عناصر الجيش والشرطة وخصوصا في شمال سيناء، معقل تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية. واصدر القضاء احكاما بالاعدام على مئات بينهم مرسي وبعض قيادات الاخوان في محاكمات جماعية سريعة دانتها الاممالمتحدة. واثار التصريح الاخير للزند كذلك غضبا وجدلا على وسائل التواصل الاجتماعي. وطالب نشطاء على تويتر بمحاكمة الوزير تحت "هاشتاغ #حاكموا_الزند"، ليتفاعل معه عدد كبير من المعلقين المصريين والعرب. وقال معلق على تويتر ان أقل ما يمكن القيام به هو ان "يقال (الزند) من منصبه" ثم يحاكم، مضيفا ان المسألة ليست مزحة، فيما كتب معلق اخر بحدة اكبر "ننتظر رب البشر ان ينتقم منه".