09 أكتوبر, 2015 - 11:08:00 قال محمد الطوزي، الباحث في علم الاجتماع السياسي، إن المحطة الانتخابية ليست المؤشر الوحيد لرصد تقدم ديمقراطية المغرب، وإنما رافعة من بين أخر، لذلك لا يجب تضخيمها. وأوضح الطوزي، الذي كان يتحدث خلال اللقاء الذي نظمه المعهد العالي للتدبير، حول الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، مساء الخميس 9 أكتوبر، ان حزب "العدالة والتنمية" نهج سياسة تواصلية تعتمد ما يمكن أن يسمى بخطاب القرب، إضافة إلى اشتغاله الدائم في الأعمال الاجتماعية الخيرية والإحسانية التي تجعل من رمزه "المصباح" ظاهرا بشكل مستمر للمواطنين، وهو ما يمكن اعتباره عاملا آخر محفزا للتصويت، يعكس التزام المرشحين وارتباطهم بالجماهير. وعلى عكس الآراء القائلة بضعف الخطاب السياسي خلال الحملات الانتخابية، ذهب محمد الطوزي، إلى القول إن الخطاب السياسي وإن لم يكن حاضرا بصيغة برامج واضحة، لكن أمكن لمسه من خلال الوعود، التي قدمها المرشحون خلال الحملات الانتخابية. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، معلقاعلى نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية، إن العمليات الانتخابية، ركزت على المعيار الأخلاقي و النظافة السياسية، والابتعاد عن الاستغلال الديني غلا في بعض الإشارات ك "البسملة أو الحمدلة.." من جهتها قالت منية الشرايبي، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة لوزان، إن الانتخابات الأخيرة مكنت من التمييز بين نوعين من الأحزاب السياسية، أحزاب "المناضلين" و احزاب "الاعيان". وأوضحت منية، اعتمادا على الدراسة الميدانية التي قامت بها، ان حزب المناضلين يعتمد أساسا على التزام مناضليه وتفانيهم في الاشتغال عبر منح وقتهم وطاقاتهم وأفكارهم، واعتماد هذه الأحزاب في وسائل التعبئة على رمزية جماعية، هوية سياسية، برنامج، ورؤية للصالح العام. وهذا التوجه تمثله أحزاب اليسار الراديكالي و حزب "العدالة والتنمية"، وأضافت الشرايبي، ان هذا النوع من الأحزاب، يستقطب من الحواضر، حاملي الشهادات العليا، المشتغلين في الوظيفة العمومية و بشكل اقل أصحاب المعن الحرة، فيما تلجأ أحزاب "الأعيان" التي تجد صعوبة في تقديم نفسها في إطار سياسي ضمن المشهد الحزبي، إلى استخدام السلطة الاجتماعية والموارد المادية في إطار علاقات زبونية. وينتمي إلى حزب الأعيان، أشخاص ينتمون إلى المقاولين الكبار و العقاريين ويدور في فلكهم تجار و حرفيين يشكلون قاعدتهم أو زبائنهم الانتخابيين.