تواصل آبار الفحم الحجري بجرادة إزهاق أرواح شباب المنطقة الباحث عن لقمة العيش في ظروف جد صعبة، حيث اهتز الإقليم في الأيام الأخيرة على وقع خبر وفاة شخصين اختناقا داخل هذه الآبار، لينضافا إلى لائحة طويلة من ضحايا "الرغيف الأسود". وتتزايد أعداد ضحايا "الساندريات" في ظل ارتفاع البطالة وسط شباب المنطقة، وغياب البدائل الاقتصادية، رغم خروج احتجاجات قبل حوالي 7 سنوات تنديدا بالوفيات في آبار الفحم، وللمطالبة برفع التهميش عن المنطقة وإيجاد فرص شغل تضمن العيش الكريم للساكنة.
وفي هذا السياق وجهت نبيلة منيب النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد سؤالا كتابيا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش تنبه فيه إلى البطالة وانسداد آفاق التشغيل أمام ساكنة مدينة جرادة وارتفاع عدد ضحايا آبار الفحم "الساندريات". وقالت منيب في سؤالها إن آبار الفحم الحجري بمدينة جرادة والمعروفة باسم "الساندريات"، لا تزال تحصد أرواح الأبرياء من شباب ساكنة المدينة، بعدما ضاقت بهم سبل العيش الكريم، بعد السماح بتشكيل تعاونيات تشغل الشباب البائس في غياب شروط السلامة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشباب الذين ابتلعتهم الساندريات. وتوقفت منيب على كون شابين لقيا حتفهما في الأربعة أيام الأخيرة، في الوقت الذي تصرف أموال طائلة كان من المفروض أن تساهم في تأهيل المنطقة وتجعل الثروات الباطنية مصدرا لتشغيل الشباب في ظروف ملائمة، وإنتاج ثروة وتحقيق التنمية في المنطقة. ونبهت البرلمانية إلى أن المدينة تعرف معدلات قياسية من البطالة، رغم أنها عرفت حراكا شعبيا سلميا بمطالب مشروعة، وكان من المنتظر أن تتم الاستجابة لمطالب الساكنة المشروعة وحق جهة الشرق في خلق الشغل وتحقيق التنمية. وخلصت منيب إلى مساءلة أخنوش عن برامج الحكومة في مجالات التشغيل ومحاربة البطالة المرتفعة في صفوف ساكنة مدينة جرادة وجهة الشرق بشكل أعم.