أكدت ساكنة جرادة، ان الانسحاب من الشارع، وتوقيف الاحتجاجات، رهين بتفعيل تلك الوعود التي طالبوا بها. وقال أنور الناشط البارز في حراك جرادة » الحكومة لم تمنحنا سوى جزء صغير لن يقي شباب هذه المنطقة من ويلات البطالة. وأوضح أنور وهو أحد ساكنة منطقة جرادة، في تصريح ل « فبراير » انسحابنا لهذه المدة « أسبوع » كان من أجل منح الحكومة الوقت لكي تقرر في المطالب التي رفعنها لأزيد من 3 أشهر أي من أجل رجوع خطوة إلى الوراء والتقدم خطوتين إلى الأمام. » وأبرز المتحدث ذاته أن « المقترحات التي أعطتها الحكومة في شخص رئيسها ووزير الطاقة والمعادن عزيز الرباح وعزيز أخنوش لم يقدموا حتى 1 في المئة، من الملف المطلبي الذي قدمناه، موضحا أن أهم ثلاثة نقط مهمة، لم تتطرق لها الحكومة وهي يضيف المصدر ذاته: أولا بديل إقتصادي يقي شباب المنطقة من البطالة والمغامرة بحياتهم في السندريات »، وثانيا، إسقاط فواتير الماء والكهرباء على أبناء المنطقة ككل، وكذا محاسبة المسؤولين وإنصاف عائلات الضحايا « الشهداء » الذين ماتوا فالساندريات. وحول قرار الحكومة التي يقضي بمنع المناجم العشوائية يقول أنور » أنه لايمكن منع هذه الساندريات ، بإعتبارها المصدر الوحيد للعيش، وقد وقفنا امام هذا القرار بالاحتجاج، مؤكدا على أن هذا المنع يجب أن يصطحبه بديل اقتصادي. عكس قرار النشطاء، عبر ممثلو هيئات سياسية ومنظمات نقابية وفعاليات المجتمع المدني بإقليم جرادة عن » ارتياحهم الكبير » للتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية (إدارة ترابية وقطاعات حكومية) مع الملف المطلبي لساكنة الإقليم . وفي نفس السياق اعتبر رئيس الحكومة، بأن زيارة جهة الشرق كانت مناسبة لإبراز اعتناء الحكومة بالجهة، والكشف عن البرامج الكبيرة والمهيكلة التي تنطلق خلال المرحلة المقبلة. كما شكلت الزيارة، يضيف رئيس الحكومة، خلال كلمته الافتتاحية للاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس، » فرصة للإنصات إلى الملاحظات والتي ستتم متابعتها في إطار لجنة انكبت على فرزها سواء انطلاقا من مداخلات المنتخبين أو تلك التي سلمت لنا في ملفات »، والتي هي عبارة عن تشخيص لواقع مختلف أقاليم الجهة الشرقية أو مقترحات وحلول، مشددا على أنه من واجب الحكومة أن نتابعها وتعطي لها العناية الكاملة. هذا وللشهر الثالث على التوالي، يطالب الحراك الشعبي في جرادة بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ مدينة الفحم وتوفير بديل اقتصادي يرقى إلى تطلعات الساكنة والتضحيات التي قدمتها جراء استمرار سقوط » شهداء الرغيف الأسود « ، خصوصا بعد مصرع شاب ثالث قبل أسبوع، بعد انهيار منجم عشوائي بحي حاسي بلال. ويذكر أن ما أشعل فتيل الإحتجاجات وفاة الشقيقين » شهيدي الفحم « ، حيث لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم » الساندريات » أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري.