على إثر وفاة أخوين يعملان بأحد أبار الفحم الحجري (الساندريات) بمدينة جرادة يوم الجمعة الماضي، خرج أمس سكان المدينة في مسيرة احتجاجية صوب مقر العمالة مطالبين بالكرامة الاجتماعية و الحق في العيش الكريم. الاحتجاجات انطلقت يوم السبت بعد محاولة السلطات المحلية الإسراع بدفن الضحيتين، لتنتفض عائلتهما بمعية المحتجين ضد القرار، في الوقت الذي تشهد فيه المدينة غليانا منذ أسابيع بسبب ارتفاع فواتير الماء والكهرباء، إذ يرفضون أداءها ردا على غلائها وما تسببت فيه محطة إنتاج الكهرباء من تلوث. وحسب مصادر “أندلس برس” فإن المسيرة الحاشدة شارك فيها عدد كبير من ساكنة المدينة، الذين عبروا عن غضبهم تجاه استهتار السلطات بأرواحهم، وتجاهل مطالبهم الاجتماعية. وطالب المحتجون برحيل عامل الإقليم وبإطلاق سراح قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، كما رفعوا شعارات من قبيل :”فوسفاط وجوج بحورة وعايشين عيشة مقهورة”، و”هي كلمة وحدة هاد الدولة فاسدة”، و”الشعب يريد ناصر الزفزافي”، مطالبين برفع الظلم الاجتماعي عن المنطقة. ودعا المحتجون، إلى إضراب عام اليوم الاثنين بالمدينة، وذلك للضغط على السلطات المحلية والمركزية لفتح تحقيق في المشاريع التنموية المتعثرة بالمدينة، وكذلك إيجاد حل لغلاء فواتير الماء والكهرباء التي أخرجت الساكنة طيلة الأسبوع الماضي للاحتجاج. هذا وكان الأخوين (ج،د) و (ح،د) قد لقيا مصرعهما في أحد أبار الفحم بالمدينة الجمعة الماضي، بعدما غمرتهما المياه التي انفجرت في البئر، مما أدى إلى غرقهما ونجاة شخص آخر كان يتواجد معهما. ووفق مصادرنا فإن الشقيقين كانا يعملان في أحد أبار الفحم الحجري بجرادة و المعروف محليا ب (الساندريات)، ويبلغان من العمر 30 سنة و 23 سنة، متزوجين ولهما أطفال أحدهم ترك ورائه طفلين و الآخر طفل. واستمرت عملية انتشال جثتيهما حوالي 36 ساعة من البحث المضني وإفراغ الماء من البئر بمعية شباب اعتادوا العمل بآبار الفحم، أمام قلة خبرة وعجز رجال الوقاية المدنية وقصور تجهيزاتهم.