قال حزب الله اللبناني إنه أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل يوم الأحد ردا على اغتيال القيادي الكبير بالخزب فؤاد شكر في بيروت الشهر الماضي، بينما عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا للتحضير للرد. ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل وسُمع دوي انفجارات حول عدة مناطق حيث أسقطت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية) صواريخ قادمة من جنوبلبنان. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" إنها في حالة تأهب قصوى في أنحاء إسرائيل.
وقبل وقت قصير من هجمات حزب الله، قصفت مقاتلات إسرائيلية أهدافا في لبنان بعد أن أشارت تقديرات للجيش بأن حزب الله يستعد لبدء القصف. وأفاد مصدر أمني في لبنان بأن إسرائيل شنت ما لا يقل عن 40 غارة على بلدات مختلفة في جنوب البلاد في أحد أعنف عمليات القصف منذ بدء الأعمال القتالية في أكتوبر . وقال حزب الله إنه أطلقت أكثر من 320 صاروخا من طراز كاتيوشا على إسرائيل وأصابت 11 هدفا عسكريا. وأضافت أن هذا القصف أكمل "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال شكر، أحد كبار القادة العسكريين بالجماعة، لكن الرد الكامل سيستغرق "بعض الوقت". وقال الحزب، في بيان، إنه "بعون الله تعالى لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل" من الرد على اغتيال شكر. وأضاف: "المرحلة الأولى كانت مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان الإسرائيلي، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر". وتابع: "عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الان تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو". وأشار الحزب في بيانه إلى استهداف 11 موقعا إسرائيليا عسكريا هي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، ونفح، ويردن، وعين زي تيم، وثكنات كيلع، ويو أف، وراموت نفتالي، ومربضي نافي زيف، والزاعورة، وجميعها في شمالي إسرائيل. وزادت توقعات التصعيد بين الجانبين منذ أن أدى هجوم صاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل الشهر الماضي إلى مقتل 12 طفلا وفتى وكذلك رد الجيش الإسرائيلي على ذلك باغتيال شكر في بيروت. وأعلن حزب الله أنه من المقرر أن يلقي الأمين العام حسن نصر الله كلمة يوم الأحد عبر التلفزيون يتناول فيها التطورات الأخيرة في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش، وذلك في وقت يشهد أحدث جولات التصعيد مع إسرائيل. مخاوف من صراع إقليمي من جهة أخرى، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيجتمع في الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش). وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن إسرائيل ستتصرف وفقا للتطورات على الأرض لكنها لا تسعى لحرب شاملة. وقال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين دفاعيين قولهم إن تقدير الجيش هو أن حزب الله كان يستعد لإطلاق مئات الصواريخ على وسط إسرائيل في هجوم مزمع في الساعة الخامسة صباحا. وقال التقرير إن نحو 100 طائرة إسرائيلية أحبطت ضربات حزب الله الصاروخية، وبدأت هجومها مسبقا بفارق نصف ساعة، مضيفا أن تقديرات الجيش تشير إلى أن وابل الصواريخ الذي تلا ذلك كان "مرتجلا". ويثير التصعيد بين إسرائيل وحزب الله مخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقا، قد يشمل الولاياتالمتحدةوإيران. وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن يتابع الأحداث عن كثب. وسرعان ما أعقب مقتل شكر في غارة جوية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، الأمر الذي دفع إيران إلى التعهد بالثأر من إسرائيل.