رغم حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة على قطاع غزة للشهر السابع، ناقش طالب فلسطيني رسالة ماجستير في إدارة الأعمال، من داخل مخيمات مدينة رفح (جنوب)، التي تتوعد تل أبيب باجتياحها. وقالت جامعة الأزهر- غزة، عبر صفحتها ب"فيسبوك"، إن طالب الدراسات العليا صلاح محمد أحمد العايدي ناقش رسالة ماجستير في مخيمات النزوح برفح السبت، بمتابعة عميد الدراسات العليا الدكتور إيهاب المصري عبر تقنية "الزووم".
وأضافت أن رسالة الماجستير في إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الأزهر-غزة حملت عنوان "أثر تخطيط التعاقب الوظيفي على الاحتفاظ بالكفاءات.. دراسة ميدانية على بنوك المحافظاتالجنوبية- فلسطين". وأشرف على الرسالة الدكتور محمد فارس والأستاذ الدكتور شادي التلباني من أعضاء هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، والدكتور بلال البشيتي مناقشا داخليا، والدكتور خليل ماضي مناقشا خارجيا. وقررت اللجنة منح الطالب درجة الماجستير. وقال العايدي إنه يواصل مسيرته التعليمية "رغم الفقد والجراح والألم، حيث يبقى الأمل.. وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة". وأهدى رسالته إلى "أرواح الشهداء والجرحى والأسرى والنازحين الصابرين والمُهدمة بيوتهم"، وفق وسائل إعلام محلية بينها وكالة "سند" للأنباء (خاصة). ومن بين مليوني نازح في قطاع غزة جراء الحرب (من أصل 2.3 مليون فلسطيني)، يوجد نحو 1.4 مليون نازح في رفح، التي تُصر إسرائيل على اجتياحها؛ بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس". وتقدم رئيس جامعة الأزهر- غزة الأستاذ الدكتور عمر ميلاد ب"التهنئة للطالب العايدي بحصوله على درجة الماجستير". كما تقدم "بالشكر والتقدير للمشرفين والمناقشين على جهودهم غير العادية في أصعب الظروف، والتي تساعد طلبتنا على استكمال دراستهم". وشدد ميلاد على أن "مناقشة هذه الرسالة من خيام النزوح هو تحدٍ جديد متواصل لشعب لا يعرف المستحيل". وتابع: "يعيش الطالب وأعضاء الهيئة التدريسية ظروفا صعبة ومعقدة في ظل العدوان الهمجي والمتواصل على قطاع غزة". ولفت إلى أن وزير التربية والتعليم العالي سمح بمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة جامعة الأزهر من خيام النزوح أو عبر تقنية "الزووم". ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، دمرت إسرائيل 5 من أصل 6 جامعات في قطاع غزة كليا أو جزئيا، وقتلت ثلاثة من رؤساء الجامعات، و95 من عمداء وأساتذة الجامعات، حسب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان". وإجمالا، خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 113 ألف بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.