حبيبة، سيدة أربعينية، بلغت من اليأس عتيا، تحكي لموقع "لكم"، عن كيف أقدمت السلطات المحلية لوزارة الداخلية بالرباط، على إقتحام خيام "الكيش الوداية"، في ساعات مبكرة من يوم الثلاثاء فاح شتنبر الجاري، مما تسبب في حريق لزوجها، معيل الأسرة، الذي كان ما يزال نائما، من الدرجة الثانية. وتحكي "حبيبة"، بعين دامعة، ل"لكم"، كيف تسببت السلطات الأمنية، بإحتراق زوجها المعيل للأسرة :"أحسست باهتزاز غير طبيعي للخيمة حيث أقطن حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا، ما دفعني للخروج لاستكشاف ما يقع لأتفاجأ، بالسلطات العمومية المحلية ومختلف أجهزة الأمن تطوق المكان، وحاولت حينها قدر الإمكان منعهم من هدم خيمتي فوق رؤوس أفراد أسرتي، لكني لم استطع، حيث تابعت السلطات المحلية هدم الخيمة البلاستيكية التي سقطت فوق قنينة الغاز التي كانت تعد فوقها وجبة الفطور، مسببة حريقا أصاب زوجي بحروق من الدرجة الثانية". وعن خلفيات اعتقال إبنها البكر، أضافت حبيبة، ان "لحظة احتراق زوجها، استيقظ ابنها (23 عاما) الذي حاول إطفاء النيران التي اشتعلت في جسم والده، مستعينا بلحاف، وفي نفس الوقت دخل في مشادات كلامية مع عناصر السلطة المحلية، دفعهم إلى الهجوم عليه وضربه هو ووالدته قبل اعتقاله". وبخصوص الحالة الصحية لزوجها، الذي نقل إلى مستشفى "ابن سينا"، تابعت حبيبة بصوت باك :"سينقل إلى المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، لتلقي العلاجات هناك". "لكبير الجمالي" المصاب بحروق من الدرجة الثانية (لكم- خاص) وأوردت ان "عميد الشرطة حضر إلى المستشفى، ليفرج بعد ذلك عن ابنها". ونقلت "حبيبة"، الوضع الذي تعيش فيه إلى جانب كل عائلات "كيش الاوداية"، قائلة انهم أصبحوا "مشردين، بعد حرمانهم من حقهم في أراضي كيش الاوداية". وقالت :"صبرت على التشرد انا وولادي، عام و8 أشهر، وسكنت في خيمة من بلاستيك، ولكن ما نقدرش نصبر على العذاب اللي تعذب راجلي، وما نسكتش". من جهته، أوضح بوعزة ادريسي، رئيس "جمعية أهل جماعة كيش الاوداية"، إن تدخل قوات الأمن كان مدعوما بقوات امن خاصة، إضافة إلى باشا اليوسفية وحسان وحي الرياض، وقائدي الملحقة الإدارية 12 و13، وممثلين عن صندوق الإيداع والتدبير CDG وشركة تهيئة الرياض. بوعزة ادريسي رئيس جمعية "أهل الكيش الوداية" - (لكم -خاص). وأضاف ان التدخل الأمني "العنيف" في حق ساكنة أولاد دليم، "ليس إلا واحد من الخروقات والتحايل للسطو على أراضي كيش الأوداية"، معتمدين على أحكام قضائية صادرة عن المحكمة الابتدائية بالرباط، التي وصفها ادريسي بغير المنصفة لذوي الحقوق". ووجه ادريسي وهو أحد المتضررين، أصابع الاتهام لوزارة الداخلية، التي قال انها "تتوطأ مع لوبي العقار الذي استطاع استخراج رسوم عقارية مشبوهة من الرسم العقاري عدد 22747/ر المملوك لجماعة كيش الاوداية". وأشار المصدر ذاته، ام "المشاريع التي سبق إنجازها والمزمع إنجازها، لا تتوفر فيها صفة المنفعة العامة، وإنما خصصت لبناء عمارات فخمة وبأثمنة باهظة، وهو ما يوضح أن الهدف من عملية تفويت أراضي كيش الاوداية، مقابل تعويض أصحابها بمبالغ هزيلة"، على حد قول بوعزة إدريسي. واوضح، ان استغلال قبيلة "كيش الاوداية"، لهذه الأراضي، يعود إلى بداية الدولة العلوية، حيث سمح لهم بموجب ظهير 19 يناير 1946، الذي رخص بموجبه للأملاك المخزنية، بتفويت العقار إلى القبيلة، بصفتها المالكة الوحيدة والمنفردة لهذا العقار وفقا للاتفاق المؤرخ في 10 شتنبر 1946 وقرار التسجيل والتقطيع الصادر بتاريخ 13 شتنبر 1946 والذي أذن بتأسيس الرسم العقاري عدد 22747/ر بتاريخ 9 اكتوبر 1947.