مع استمرار الجفاف الذي يضرب المغرب منذ سنوات، والنقص الحاد في الموارد المائية، تتجدد المطالب للحكومة بمراجعة السياسة الفلاحية في اتجاه تحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد المائية. وفي هذا الصدد، دعا فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب رئيس الحكومة إلى المراجعة الجذرية للنموذج الاقتصادي الفلاحي الذي تعتمد سياسته على الزراعات التصديرية المستنزفة للموارد المائية، في تجاهل لمعطى الجفاف والتغيرات المناخية، وفي اعتماد على فرضية وفرة المياه التي لم تعد محققة. وقال الفريق في سؤال موجه لأخنوش ووزراء الصناعة والتجارة، والاقتصاد، والفلاحة، إن الحكومة لم تستطع، من خلال المقاربة الفلاحية المعتمدة اليوم، في تحقيق السيادة الغذائية، كما لم تستطع، على الأقل تحقيق التوازن المالي في التبادلات التجارية المتعلقة بالمواد الغذائية. وتوقف التقدم والاشتراكية على ما تضمنه تقرير حديث للبنك الدولي، أكد أن أزمة تضخم أسعار المواد الغذائية لا تزال قائمة بين 5 و 30 بالمائة، إلى درجة تصنيف المغرب في المنطقة الحمراء على هذا المستوى. كما أن المعطيات، حسب السؤال، تشير إلى أنه وفي ظل السياسة الفلاحية/التجارية الحالية، احتاج المغرب في سنة 2023 إلى فاتورة مرتفعة جدا تقدر بنحو 90 مليار درهم لتأمين حاجياته الغذائية، وكلفت واردات القمح حوالي 20 مليار درهم، كما كلفت فاتورة استيراد الحيوانات واللحوم الحمراء 3 ملايير درهم، وفاتورة السكر حوالي 11 مليار درهماً. ودعا الفريق النيابي الحكومة إلى تأكيد أو نفي ما تضمنه تقرير البنك الدولي، بما في ذلك كون المغرب يبيع حوالي 8 مليارات دولار من الخضر والفواكه والحوامض المشبعة بالماء، والتي تستنزف أكثر من 80% من الموارد المائية للبلد، مقابل استيراد 9 مليار دولار من الحاجيات الغذائية، وأساساً منها الحبوب التي قرر مخطط المغرب الأخضر، تقليص مساحة زرعه من 6 مليون هكتار إلى 1.5 مليون هكتاراً, لاستبدالها بزراعات تصديرية مثل الأفوكا والبطيخ الأحمر وغيرهما. وأشار الفريق البرلماني إلى ضرورة اتخاذ القرارات الاقتصادية والمالية والجبائية اللازمة من أجل خفض غلاء أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية التي يكتوي بنارها المغاربة، ومن أجل تحقيق توازن المبادرات التجارية المرتبطة بالمنتوجات الفلاحية، بهدف تحقيق السيادة الغذائية الوطنية، مع مراجعة السياسة الفلاحية التي تقوم على التصدير الضمني للموارد المائية النادرة دون تحقيق الأمن الغذائي الوطني.