تعيش مدينة آسفي على وقع مشهد سياسي يبعث على التناقض، بعدمَا حاصرت أحزاب الأغلبية الحكومية "الأحرار، والبام" رئيس بلدية آسفي الاستقلالي نور الدين كموش، وخرجت ضده إلى المعارضة، بالإضافة إلى أحزاب أخرى، فإن أحزاب الأغلبية، اتفقت في الكواليس على منح مقعد برلماني شاغر بعد عزل صاحبه محمد الحيداوي، لمرشح من حزب التجمع الوطني للأحرار. وجاء ذلك، وفقا للمعطيات التوصل توصل إليها موقع "لكم" من خلال عدم ترشيح هذه الأحزاب لأي منافس لمرشح الأحرار، المحامي ورئيس جماعة البخاتي بإقليمآسفي، رشيد صابر، في الانتخابات الجزئية التي تشهدها آسفي غدا الخميس 22 فبراير. لكن في مقابل ذلك، دخل مرشح جديد لهذه الانتخابات، وهو المنافس الوحيد لرشيد صابر، ويتعلق الأمر بعبد الله حجارعن حزب الوحدة والديمقراطية، فيما يجري تشبيه دخول حزبه لهذه الانتخابات ب"أرنب السباق" نظرا لحظوظه الضئيلة في تحقيق الفوز بها أمام مرشح حزب الأحرار وتحالف باقي الأحزاب. وكان رشيد صابر مرشح الأحرار، ترشح للانتخابات الجزئية في 29 من شتنبر العام الماضي، لكنه لم يتمكن من الفوز بالمقعد البرلماني في الانتخابات الجزئية الأولى التي جاءت نتيجة إسقاط المحكمة الدستورية لمقعد البرلماني التهامي المسقي عن حزب الاتحاد الدستوري، بسبب حصوله على تزكيتين حزبيتين من الأحرار والإتحاد الدستوري قبل دخوله غمار انتخابات 08 شتنبر. يُشار إلى أن التهامي المسقي، تسبب في إعادة الانتخابات الجزئية في أكثر من مناسبة، وسبب حرجا بالغا لسلطات إقليمآسفي، لكنه سيتم سجنه العام الماضي، بتهم تتعلق ب"إفساد العملية الانتخابية بسبب ظهوره في فيديو يقتحم مركزا للتصويت وإرسال تسجيلات صوتية تحمل التهديد والسب والشتم لمنتخبين بالإقليم والجهة، وإهانة الضابطة القضائية" والحكم عليه ب9 أشهر حبسا نافذا وغرامة 10 ألف درهم، مع تجريده من ممارسة الحقوق الوطنية لمدة 5 سنوات. أي حرمانه من أن يكون ناخبا أو منتخبا، ومن سائر الحقوق الوطنية والسياسية". التهامي المسقي –الثاني يسار الصورة- المعتقل حاليا رفقة عزيز أخنوش قبل انتخابات 08 شتنبر الحي والميت يصوتون وتقول مصادر مقربة من رشيد صابر لموقع "لكم": " إن البرلماني السابق والمعزول محمد الحيداوي )معتقل حاليا على خلفية قضية تذاكر مونديال قطر بعد أن صدر ضده حكم نافذ بالسجن 8 أشهر( كان له أثرا بالغا في هزيمة زميله في الحزب رشيد صابر في الانتخابات الجزئية السابقة، إذ كان كُلفَ من قيادة حزب الأحرار بدعم صابر وحشد رؤساء الجماعات القروية لصالحه، لكن الحيداوي سلك أساليب أخرى أدت إلى التواطؤ ضد صابر مما أدى إلى خسارته في الانتخابات". أنداك، سيلجأ رشيد صابر للطعن في تلك الانتخابات الجزئية التي أفضت إلى فوز رشيد بوكطاية بمقعد برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، ويتهم عمالة إقليمآسفي بالتلاعب في الأصوات، وكتب تدوينة على صفحته بموقع الفيسبوك: "الأموات والأحياء يصوتون في الانتخابات الجزئية بآسفي". وقال صابر في تدوينته: " حينما ترشحت للانتخابات البرلمانية الجزئية، بناء على نظرة إصلاحية التي وعدت بها نفسي وحزبي، تجاه آسفي والمسفيويين، لم يكن في بالي أن تتدخل أيادي التزوير والغش لتملأ صناديق الاقتراع بصوت الحاضر والغائب، وصوت الميت والحي. لكن النتيجة كانت صادمة خصوصا مع فرق في الأصوات لن يكون منطقيا ولا مستساغا في كل الأحوال". وفي الانتخابات الجزئية ل 27 أبريل 2023 بعد إسقاط مقعد التهامي المسقي، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وثائق تؤكد احتساب أصوات أشخاص موتى في تلك الانتخابات التي فاز بها رشيد بوكطاية عن حزب الأصالة والمعاصرة. احتساب صوت شخص متوفي وقال عبد الرحيم حنامى، رئيس الفرع المحلي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان لموقع "لكم" إن عدد الأصوات المحتسبة التي أصحابها من الموتى تعد بالعشرات والمئات في الكثير من الجماعات القروية، هذا، بالإضافة إلى خروقات أخرى سجلتها جمعيته أنداك تطعن في شرعية نتيجة ذلك الإقتراع. جدل في انتخابات آسفي منذ انتخابات 08 شتنبر2021، شهدت آسفي إبانها، فوضى عارمة بسبب اتهامات بالتلاعب في الأصوات، أنداك ستشهد منطقة سبت جزولة، ضواحي آسفي مواجهات دامية، استخدمت فيها الحجارة وجرى حرق الممتلكات الخاصة والعامة، وأعلنَ استنفار أمني غير مسبوق في المنطقة. كما اعتصم متظاهرون أمام مقر باشوية المدينة رفضا لما اعتبروه محاولة للتزوير بعد أن أظهر الفرز فوز معارضين لرئيس المجلس الجماعي الذي تسيطر أسرته على المنطقة. وتتجه الأنظار بعد غدا الخميس، مجددا، نحو صناديق الاقتراع، لكن هذه المرة، بتوافق في الكواليس بين أعيان المدينة والأحزاب المعروفة، وذلك، بهدف منح هذا المقعد البرلماني للمحامي رشيد صابر، عن حزب الأحرار، خلفا للبرلماني المعتقل محمد الحيداوي. وجاءت هذه الانتخابات الجزئية، بعدما نجح البرلماني المعتقل حاليا، التهامي المسقي، في إسقاط مقعد الحيداوي، جراء طعن تقدم به للمحكمة الدستورية، يقضي ببطلان انتخابه، نظرا لصدور حكم قضائي سابق ضد الحيداوي في قضية شيك بدون رصيد.