لليوم الثاني على التوالي، واصل المتضررون من زلزال 8 شتنبر بإقليم تارودانت احتجاجاتهم على الظروف المزرية التي يعيشونها رفقة أسرهم، وعدم توصلهم بالدعم المخصص للمتضررين. فبعدما حجوا إلى مقر عمالة تارودانت، أمس الأربعاء، للاحتجاج وإسماع أصواتهم، وبعدما ظلت الأبواب موصدة في وجوههم، مع عدم الإنصات لهم من طرف المسؤولين، اختار المحتجون مواصلة طرق الأبواب، والانتقال إلى مقر جهة سوس ماسة بأكادير. وقرر عشرات المحتجين، نساء ورجالا، قطع ما يزيد عن 80 كيلومترا مشيا على الأقدام لساعات طويلة من تارودانت إلى أكادير، حيث واصلوا السير طوال الليل، وسط المخاطر، ووصلوا صباح يومه الخميس ليتناثروا على الأرصفة المقابلة لمقر الولاية بعدما بلغ منهم التعب مبلغه. وجدد المتضررون من الزلزال، أمام مقر ولاية الجهة بأكادير، مطالبتهم بتوفير شروط العيش الكريم وتمكينهم من حقهم في الدعم، والوفاء بالوعود والالتزامات التي تم تقديمها لهم. المحتجون أكدوا من جديد أنهم يعانون رفقة أبنائهم وأسرهم في صمت ماديا ومعنويا ونفسيا، ويبيتون في العراء وفي خيم لا تحميهم، ودون أدنى وأبسط شروط العيش الكريم، وأنهم لم يقطعوا كل هذه المسافة بالجوع والعطش إلا لأن حياتهم في هذه الأوضاع باتت لا تطاق. وانتقد المحتجون ما شاب عملية الدعم من "فساد" و"محسوبية" ما أدى إلى حرمان أسر هدمت منازلها ومات بعض أفرادها، وفقدت ماشيتها وما تملك، من الدعم، ما ضاعف معاناتها. وقال المتضررون إن خمسة أشهر مرت على وقوع الزلزال، لكن وضعهم لا يزال على ما هو عليه، فلم يصلهم من تنمية المناطق المتضررة وإعادة الإيواء سوى الكلام والخطاب، ولم يروا شيئا على أرض الواقع. وناشدت الأسر المحتجة تدخلا ملكيا من أجل وضع حد لهذه المعاناة، والوقوف على ما شاب عملية الدعم من فساد، وتدبير حلول عاجلة لحفظ كرامة المتضررين، فهم أيضا مغاربة ومواطنون كاملو الحقوق.