أفاد تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية أن استحواذات المغرب الأخيرة على أنظمة أسلحة إسرائيلية وتركية تحمل تشابهًا صارخًا مع تلك التي امتلكتها أذربيجان في السنوات التي سبقت حرب ناغورنو كاراباخ الثانية بينها وبين أرمينيا في أواخر عام 2020. وأشارت المجلة الأمريكية أن المغرب يأمن من خلال امتلكه لهذه الأسلحة أن يحقق انتصارا مماثلا في المنطقة؛ في إشارة إلى مواجهة محتملة مع الجزائر بشأن منطقة الصحراء المتنازع عليها. وفقا للتقرير فقد حصل المغرب على كل هذه الأنظمة في السنوات التي تلت تلك الحرب في جنوب القوقاز، باستثناء نظام لورا. كما تلقت الرباط مؤخرًا أول شحنة من أنظمة باراك إم إكس الإسرائيلية التي طلبتها كجزء من صفقة بقيمة 500 مليون دولار تم التوصل إليها في عام 2022. كما أشار التقرير إلى ان أذريبيجان أظهرت مرة أخرى كيف تستخدم الأسلحة عالية التقنية التي توفرها إسرائيل لصالحها في مواجهتها الأخيرة. حيث سمع صوت مميز لذخائر هاروب الإسرائيلية المتسكعة (طائرات بدون طيار متفجرة ذات الاستخدام الواحد) فوق ستيباناكيرت، عاصمة ناغورنو كاراباخ. يُزعم أيضًا أن مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر أذربيجان وهي تطلق صواريخ لوراشبه الباليستية الإسرائيلية. وفي حرب ناغورنو كاراباخ الثانية في سبتمبر ونوفمبر 2020، عندما نجحت باكو في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الجيب، استخدمت القوات المسلحة الأذربيجانية مثل هذه الأنظمة لتحقيق نصر حاسم. دمرت ذخائر هاروب الأذربيجانية المتسكعة صواريخ الدفاع الجوي الأرمينية إس-300 داخل أرمينيا. أسقط صاروخ أذربيجاني من طراز باراك 8 إسرائيلي الصنع صاروخًا باليستيًا أرمينيًا روسي الصنع من طراز إسكندر قصير المدى. وسوي صاروخ لورا جسرا بالأرض . ودمرت طائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2، التي قدمتها تركيا، القوات البرية الأرمنية . وحصل المغرب لأول مرة على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في عام 2014 عندما حصل على ثلاث طائرات بدون طيار من طراز هيرون كجزء من صفقة بوساطة فرنسية. ومنذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي رعتها الولاياتالمتحدة، اشترت أيضًا طائرات هاروب وطائرات بدون طيار إسرائيلية أخرى بأعداد أكبر بكثير. كما طلبت الرباط ما لا يقل عن 19 طائرة بدون طيار من طراز TB2 في تركيا على دفعتين في نفس الفترة. ويشاع أيضًا أنها مهتمة بالحصول على طائرة أكينجي التركية بدون طيار الأكبر حجمًا والأكثر تطورًا، والتي تحتوي على أجهزة استشعار متقدمة ويمكنها حمل كميات أكبر بكثير من الذخائر من سابقتها TB2. وأكد تقرير فوربس أن مثل هذه الطائرات بدون طيار غيرت ديناميكية صراع الصحراء المتجمد منذ فترة طويلة. وكما هو الحال مع نزاع ناجورنو كاراباخ، الذي ظل خامدًا لأكثر من 20 عامًا بعد انتهاء الحرب الأولى لصالح أرمينيا في عام 1994، ظل صراع الصحراء الغربية بين المغرب وحركة جبهة البوليساريو مجمداً منذ وقف إطلاق النار عام 1991. وقد بدأ هذا يتغير، ويرجع ذلك أساسًا إلى هذه الطائرات بدون طيار. وكما أشار تقرير استقصائي، فإن اقتناء المغرب الأخير للطائرات بدون طيار أدى بسرعة إلى جعل "الحرب غير المتكافئة بالفعل بين المغرب وجبهة البوليساريو غير متكافئة على الإطلاق" لأن هذه التقنيات تعزز بشكل كبير قدرات المراقبة والضرب في الرباط لاستهداف الجزء الذي تسيطر عليه البوليساريو من الصحراء مع الإفلات من العقاب. وقد تؤدي حملة متواصلة من الغارات المغربية بطائرات بدون طيار ضد جبهة البوليساريو إلى تصاعد الصراع إلى حرب متجددة لها تداعيات إقليمية. وإذا حدث ذلك وأدى إلى اشتباكات بين المغرب والجزائر، كما رجح التقرير، فقد تعتمد الرباط على محاكاة نهج الأسلحة المشتركة لأذربيجان باستخدام نفس هذه الأنظمة المتقدمة دفاعيًا وهجوميًا. يمكن أن يشمل مثل هذا السيناريو استهداف طائراتHaropsللدفاعات الجوية الجزائرية، وطائرات TB2، وربماAkincis، وضرب القوات البرية الجزائرية بالقرب من الحدود، واعتراض أنظمة باراك للصواريخ الجزائرية.