هوية بريس – متابعات لفت تقرير لمجلة "فوربيس" إلى أن المغرب اشترى مؤخرا أسلحة تركية وأخرى من الكيان الصهيوني تتشابه إلى حد بعيد مع ترسانة أذربيجان التي حصلت عليها في السنوات الأخيرة، التي سبقت حرب ناغورني قره باغ الثانية، بينها وبين أرمينيا في أواخر عام 2020. وقد تأمل الدولة الواقعة في شمال إفريقيا أن تمكنها هذه الأسلحة من تحقيق انتصار مماثل في حال واجهت الجزائر الداعمة لميليشيات البوليساريو الانفصالية في الصحراء المغربية. إقليم ناغورني قره باغ اندلعت الاشتباكات الأخيرة حول ناغورني قره باغ، وهو جيب يسكنه الأرمن داخل أذربيجان، يومي 19 و20 شتنبر. وأظهرت تلك الاشتباكات مرة أخرى كيف تستخدم أذربيجان أسلحة عالية التقنية وفرتها لها تركيا والكيان الصهيوني. وسُمعت الأصوات المميزة لذخائر هاروب الصهيونية (IAI Harop)، وهي طائرات بدون طيار متفجرة ذات الاستخدام الواحد، فوق ستيبانكيرت، "عاصمة" الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ. ويشير مقطع فيديو مننتشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن أذربيجان أطلقت صواريخ LORA شبه الباليستية الصهيونية. قبل ذلك، وفي حرب ناغورني قره باغ الثانية في سبتمبر ونوفمبر 2020، عندما نجحت باكو في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الجيب، استخدمت القوات المسلحة الأذربيجانية مثل هذه الأنظمة لتحقيق نصر حاسم. دمرت ذخائر هاروب الأذربيجانية صواريخ الدفاع الجوي الأرمينية إس-300 داخل أرمينيا. كما أسقط صاروخ أذربيجاني من طراز باراك 8 -صهيوني الصنع- صاروخا باليستيا أرمينيا روسي الصنع، من طراز إسكندر قصير المدى. ودمرت طائرات بدون طيار مسلحة من طراز Bayraktar TB2 (بيرقدار2)، التركية، القوات البرية الأرمينية. المغرب حصلت الرباط على كل هذه الأنظمة في السنوات التي تلت تلك الحرب في جنوب القوقاز، باستثناء نظام لورا. وتلقى المغرب مؤخرا أول شحنة من أنظمة Barak MX الصهيونية، كجزء من صفقة بقيمة 500 مليون دولار تم التوصل إليها في عام 2022. وحصل المغرب لأول مرة على طائرات بدون طيار صهيونية الصنع في عام 2014، حيث حصل على ثلاث منها، من طراز هيرون كجزء من صفقة بوساطة فرنسية. ومنذ تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بموجب "اتفاقيات أبرهام" لعام 2020، التي رعتها الولاياتالمتحدة " اشترت الرباط أيضا طائرات هاروب وطائرات بدون طيار إسرائيلية أخرى بأعداد أكبر بكثير" وفق التقرير. وطلبت الرباط ما لا يقل عن 19 طائرة بدون طيار من طراز بيرقدار 2 من تركيا على دفعتين في نفس الفترة. ويقال أيضا إن المملكة المغربية مهتمة بالحصول على طائرة "أكينجي" التركية بدون طيار الأكبر حجما والأكثر تطورا، والتي تحتوي على أجهزة استشعار متقدمة ويمكنها حمل كميات أكبر بكثير من الذخائر من سابقتها (بيرقدار 2). وغيّرت هذه الطائرات بدون طيار ديناميكية التصدي للانفصاليين المدعومين من الجزائر في الصحراء المغربية. وكما هو الحال مع نزاع ناغورني قره باغ الذي ظل خامدا لأكثر من 20 عاما بعد انتهاء الحرب الأولى لصالح أرمينيا في عام 1994، ظل صراع الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر مجمدا منذ وقف إطلاق النار عام 1991. وقد بدأ هذا يتغير، ويرجع ذلك أساسا إلى هذه الطائرات بدون طيار. اقتناء المغرب الأخير للطائرات بدون طيار أدى بسرعة إلى جعل "الحرب غير المتكافئة أصلا بين المغرب وجبهة بوليساريو غير متكافئة على الإطلاق" لأن هذه التقنيات تعزز بشكل كبير قدرات المراقبة والضرب لاستهداف الجزء الذي تسيطر عليه بوليساريو من الصحراء الغربية. وقد تؤدي حملة متواصلة من الغارات المغربية بطائرات بدون طيار ضد جبهة بوليساريو إلى تصاعد الصراع إلى حرب متجددة قد تكون لها تداعيات إقليمية. وإذا حدث ذلك وأدى إلى اشتباكات بين المغرب والجزائر، فقد تعتمد الرباط على محاكاة نهج الأسلحة المشتركة لأذربيجان باستخدام نفس هذه الأنظمة المتقدمة دفاعيا وهجوميا، حسب فوربس. يمكن أن يشمل مثل هذا السيناريو، استهداف طائرات Harops للدفاعات الجوية الجزائرية، وطائرات TB2، وربما Akincis، وضرب القوات البرية الجزائرية بالقرب من الحدود، واعتراض الصواريخ الجزائرية بأنظمة باراك (BARAK-MX). وكما هو الحال مع أرمينيا، تعتمد القوات المسلحة الجزائرية في الغالب على المعدات العسكرية الروسية، وإن كانت من أنواع أكثر حداثة. وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان المغرب قد نجح في محاكاة استراتيجية أذربيجان لعام 2020، إلا أن الرباط "تابعت بلا شك هذا الصراع إلى الحد الذي ربما يكون قد أثر فيه على معظم خيارات الشراء هذه، إن لم يكن كلها" يختم التقرير.