خوف ممزوج بالترقب والأمل يخيم على مدينة أمزميز المغربية (50 كيلومترا عن مراكش)، بعد انهيار العديد من المباني السكنية بسبب الزلزال المروّع الذي ضرب المملكة مساء الجمعة. رغم حجم الدمار بالمدينة، فإن الحظ حالفها على اعتبار أن الوصول إليها يتم بسهولة، ليظهر مشهد القرى المجاورة لها والذي يبعث على الحسرة والألم لأن الزلزال قضى على الأخضر واليابس. حياة مختلفة بعدما كانت عائشة زيدان (56 عاما) تعيش وضعا مريحا داخل بيت واسع، باتت اليوم داخل خيمة برفقة أسرتها . وقالت عائشة: "نسكن حاليا داخل مخيمات، ولا حيلة لنا بسبب الزلزال". وأضافت أن المواطنين القاطنين في المخيمات "يستفيدون من المساعدات، فالكثير من أفراد العائلة تضرروا ومنهم من لقي مصرعه". وهذا ليس المخيم الوحيد داخل المدينة، بل توجد مئات متفرقة هنا وهناك، منها ما شيدته الحكومة، وأخرى أقامها المواطنون أنفسهم، أو جمعيات غير حكومية أو هيئات أو مؤسسات حكومية. ومن يقف على أطراف هذه المخيمات، تظهر له المباني التي سقطت أو الآيلة للسقوط. سيارات الإسعاف والمساعدات تدخل قوافل المساعدات إلى المدينة ضمن سيارات خاصة أو شاحنات تابعة لمنظمات ومؤسسات حكومية وغير حكومية. ونصبت السلطات مخيما للقوات المسلحة الملكية، ومخيما آخر غير بعيد منه لفرق الإنقاذ البريطانية، وآخر لفرق الإنقاذ الإسبانية. والأحد أعلن المغرب، الموافقة على عروض مساعدة أربع دول لدعم جهود الإنقاذ، وهي إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات، وفق بيان لوزارة الداخلية. من جهة مخرج المدينة، لم يتوقف صوت سيارات الإسعاف التي تدخل إلى مدينة أمزميز من طرف القرى المجاورة، خاصة أن هناك مخيمات طبية تستقبل المرضى والجرحى. الطريق مزدحمة جدا بسبب قوافل المساعدات التي تأتي للإقليم، خاصة أن ظروف المنكوبين خطيرة ولا تحتمل أي تأخير. قصص مؤلمة كثيرة هي القصص المؤلمة التي تسمعها من الأهالي، فالحاجة آمنة (70 سنة) تتحدث عن 8 عائلات يقطنون في منزل واحد، نجوا بأعجوبة من الزلزال، وهو المنزل الذي قدمته الحاجة لصالح هؤلاء الأسر بشكل تضامني. إبراهيم (42 عاما) أحد قاطني أمزميز، قال إنه فقد جميع أفراد عائلته باستثناء زوجته التي ترقد في المستشفى، فالزلزال دمر القرية بكاملها. وأضاف: "عشنا أوقاتا مرعبة لا مثيل لها حتى بالأفلام، فخلال لحظات انهار كل شيء بسبب الزلزال". وقال محمد (56 عاما) وهو تاجر في أمزميز، إن الزلزال ساهم في تضرر المدينة، رغم أن المنازل التي سقطت ليست بالكثيرة. وأضاف في تصريح للأناضول، أن عددا من المقاهي انهارت بالكامل، وأن العديد من العائلات يبيتون في الخيام. ولفت إلى أن "الكثير من الدور تضررت، ولكن ما وقع بالقرى المجاورة مُرعب لا يخطر على بال".