مضت أكثر من ثمانية عشر ساعة على آخر تحديث لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في المغرب وخلف آلاف الضحايا، قبل أن يصدر بلاغ رسمي جديد حول الحصيلة المحينة لعمليات الإنقاذ. وطبقا لنفس البلاغ، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، في حدود الساعة 16.44 دقيقة ، حسب التوقيت المغربي، من يوم الأحد فإن الحصيلة المحينة، إلى حدود الساعة الرابعة ظهرا، التي خلفته الهزة الأرضية بلغت 2122 وفاة، و2421 من الجرحى. وأوضح نفس البلاغ أن عدد الوفيات بلغ 1351 بإقليم الحوز، و492 بإقليم تارودانت، و201 بإقليم شيشاوة، و17 بعمالة مراكش. وكان آخر بيان رسمي صدر مساء السبت عن وزارة الداخلية في حدود الساعة العاشرة والنصف مساء، أعلن أن آخر حصيلة مٌحينة للزلزال بلغت إلى حدود الساعة العاشرة من نفس اليوم، 2012 شخصا، وعدد الجرحى 2059، حالة 1404 منهم خطيرة. وأوضح البيان أن عدد الوفيات بلغ 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورزازات، و15 بعمالة مراكش. لكن منذ هذا البيان لم تصدر أية بيانات رسمية حول الحصيلة المٌحينة، فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها لفك العزلة عن دواوير منكوبة لإسعاف أهلها وإنقاذ الأشخاص المفترض أنهم مازالوا تحت الأنقاض بعد مرور أكثر من 42 ساعة على الزلزال المدمر. وفي المقابل تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات استغاثة من مواطنين موجودين في مناطق متضررة لم تصلها بعد فرق الإنقاذ. كما تناقلت نفس الوسائط الاجتماعية فيديوهات وصور لدواوير حولها الزلزال إلى ركام، وبدت خالية من أية فرق للإنقاذ أو قوافل للمساعدة. ومن جهتها نقلت وسائل إعلام كبيرة، خاصة القنوات الفضائية تقارير لمراسليها، طيلة يوم الأحد، من مناطق نائية مسها الزلزال، خاصة بمنطقة أمزميز، وتحدثت إلى مواطنين متضررين قالوا إنهم لم يتوصلوا بأية مساعدة رغم مرور أكثر من أربعين ساعة عن وقوع الزلزال. وعلى المستوى الرسمي لم يقم أي مسؤول حكومي كبير بزيارة ميدانية للمناطق المتضررة، واكتفى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بنشر بيان على حسابه في موقع (إكس/تويتر) يعزي فيه الضحايا، وذلك بعد مرور أكثر من 36 ساعة وقوع الزلزال. وفي آخر خبر، بثته وكالة الأنباء الرسمية، أشارت إلى أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، قام يوم الأحد بزيارة ميدانية لعدة مراكز ومؤسسات صحية بجهة مراكشآسفي، دون ان تحدد الأماكن التي زارها، وهل يتعلق الأمر بالأماكن المتضررة. كما بثتت إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، وهو يتجول في إحدى شوارع مدينة تارودانت، بعيدا عن قرة المنطقة المنكوبة. يذكر أن الاجتماع الرسمي الوحيد على مستوى كبار المسؤولين المغاربة، كان هو الاجتماع الذي ترأسه الملك، الذي اضطر إلى قطع زيارة خاصة كان يقوم بها لباريس، وحضره رئيس الحكومة، وعدة قيادات عسكرية وأمنية، أعلن فيه الحداد على ضحايا الزلزال، وعدة إجراءات لتنظيم المساعدة وإعادة البناء. واكتفى البيان الصادر عن هذا الاجتماع بتوجيه "تشكرات المملكة المغربیة للعدید من البلدان الشقیقة والصدیقة، التي عبرت عن تضامنھا مع الشعب المغربي في هذا الظرف، والتي عبرت العدید منھا عن استعدادها لتقدیم المساعدة في هذه الظروف الاستثنائیة"، لكن لم يصدر حتى الآن أي طلب رسمي من الجهات الرسمية المغربية للدول لتقديم المساعدات لها في هذه المحنة الكبيرة، ما يطرح العديد من الأسئلة حول عدم التقدم بطلب المساعدة الدولية أو عدم الاستجابة لعروض المساعدة التي عبرت عنها دول وهيئات دولية. إلى ذلك، مازالت السلطات المغربية لم تستجب للعديد من عروض المساعدة والعون التي أعربت عنها عدة هيئات دولية ودول على لسان قادتها أو هيئاتها الدبلوماسية. كما لم تصدر حتى الآن أية بيانات حول حاجات السلطات المغربية من المساعدات المستعجلة التي يحتاج لها المتضررون. وحسب آخر المعلومات، فإن المساعدات التي وصلت حتى الآن إلى المغرب جاءت من اسبانيا والسينغال وتونس وهي عبارة عن فرق إنقاذ ومعدات لوجستية، فيما أعلنت دول عربية خاصة الإمارات وقطر عن تنظيم جسور لإرسال المساعدات العاجلة إلى المتضررين. ونفس الشيء عبرت عنه دول مثل أمريكا وفرنسا وتركيا ومصر وتونس والجزائر، وكلها قالت إنها تنتظر طلب السلطات المغربية لإيصال مساعداتها إلى المغرب، لكن السلطات المغربية لم تعلق حتى اللحظة على هذه الطلبات. وعلى المستوى الشعبي شهد المغرب منذ اللحظة الأولى للزلزال تضامنا شعبيا كبيرا عبر عنه المغاربة من خلال التوجه بالعشرات إلى مراكز التبرع بالدم للضحايا استجابة لنداءات الاستغاثة التي صدرت عن المستشفيات التي استقبلت الجرحى والمصابين. كما شهدت عدة مدن مغربية مبادرات لمتطوعين وناشطين جمعويين لجميع الأغذية والملابس والأغطية للمتضررين، وبدأت بالفعل بعض المدن بتسيير قوافل المساعدة إلى السكان المحتاجين في المناطق المنكوبة. ومنذ الساعات الأولى للزلزال تبذل فرق الإنقاذ والسلطات المحلية والأطقم الطبية بالمناطق المتضررة مجهودات للتصدي للكارثة، وصباح يوم الجمعة تم استنفار القوات المسلحة المغربية التي تبذل مجهودات كبيرة للوصول إلى المتضررين وإنقاذ العالقين تحت ركام الزلزال، وقامت فرقها الطبية بتشييد مستشفى ميداني بمنطقة أمزميز لعلاج المتضررين أصحاب الحالات المستعجلة. ولحد الساعة تسارع العديد من القوات المدنية والعسكرية والطبية الزمن لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.