أعلنت العديد من الدول نيتها في تقديم دعم ومساعدت لضحايا زلزال الحوز الذي شهده المغرب بعد الساعة الحادية عشر من مساء أمس الجمعة، ما سبب انهيارات في عدد من المباني، راح ضحيتها 1037 شخصا، و1204 جريحا، من بينهم 721 في حالة حرجة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية المغربية، إلى حدود العاشرة من صباح اليوم السبت. وزلزال الحوز، هو الأعنف في تاريخ المغرب منذ قرن، بحسب ما قال المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء. بينما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن الزلزال وقع على عمق 18.5 كيلومترا ومركزه جبال الأطلس "إغيل" بالحوز، ولم يحدث مثله في المملكة منذ عام 1900. مساعدات من الجيران في خطوة مغايرة لما سبق، قررت الجزائر فتح مجالها الجوي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عدّة مناطق من المغرب وخلف مئات القتلى. وأبدت الرئاسة الجزائرية، في بيان لها، اليوم السبت، استعدادها التامّ لتقديم المساعدات الإنسانية، ولوضع كافة الإمكانات المادية والبشرية، تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق. ووفق البيان ذاته، "فسيسمح بفتح المجال الجوي للجزائر بنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين من وإلى المناطق المنكوبة". تونس بدورها، قررت توجيه مساعدات عاجلة إلى المملكة المغربية ودعم جهود الإغاثة على إثر الزلزال الذي ضرب مناطق من المملكة، أمس الجمعة وأسفر عن سقوط موتى وجرحى. وأفاد بلاغ لرئاسة الجمهورية التونسية، اليوم السبت، بأن الرئيس قيس سعيّد أذن بالتنسيق مع السلطات المغربية لتوجيه مساعدات عاجلة وإرسال فرق من الحماية المدنية لدعم جهود المملكة في البحث والإنقاذ، كما أذن بتيسير توجه وفد عن الهلال الأحمر التونسي للمساهمة في عمليات الإغاثة والإحاطة بالمصابين. وأكد البلاغ، أن تونس تقف إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في هذه المحنة وتضع كل ما لديها من إمكانيات لمعاضدة جهود أشقائها، وأن الشعب التونسي يتقاسم مع شقيقه المغربي الألم والأسى على إثر هذا الزلزال المدمر. مساعدات عربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإماراتالمتحدة، أمر كذلك اليوم السبت، بتسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق من جنوب المغرب، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء، "تأتي مبادرة سموه في إطار العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع دولة الإمارات والمغرب ولتعزيز جهوده في مواجهة الأزمة، وتجسيداً لنهج الدولة في التضامن والوقوف مع الأشقاء ومختلف شعوب العالم خاصة في الظروف الصعبة. وقدم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كذلك، تعازيه في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم ومدن مغربية، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. في حين قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نقلا عن الجزيرة.نت، في اتصال مع نظيره المغربي عزيز أخنوش- إن الدوحة مستعدة لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة. كما أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، أرسل ببرقية تعزية إلى ملك المغرب مقدما تعازيه في ضحايا الزلزال. في الوقت الذي دعت فيه وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية الجمعيات الخيرية في البلاد إلى إطلاق حملة إغاثة ومساعدات لمنكوبي زلزال المغرب على وجه السرعة. مساعدات دولية من جهتها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن تعازيها ودعمها للشعب المغربي المتضرر من الزلزال المأساوي الذي ضرب مختلف مناطق المملكة الليلة الماضية. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، نقلا عن عبر حساب المنظمة على موقع "X"، إنه حزين بسبب الزلزال المميت الذي وقع الليلة الماضية، معلنا استعداد منظمته لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة. تركيا أيضا أعلنت رغبتها في تقديم المساعدات للمغرب. جاء ذلك في تغريدة للرئيس التركي على حسابه الخاص "إكس" (تويتر سابقا)، عن "أماني الشفاء العاجل لجميع الشعب المغربي الذي تأثر بكارثة الزلزال في المغرب الشقيق والصديق". مردفا: "نطلب من الله أن يرحم الأرواح التي فقدناها ويمنح الشفاء السريع للجرحى". وأعلن رجب طيب أردوغان دعمه ومساندته المغرب لتجاوز مخلفات الكارثة الطبيعية بالقول: "نحن هنا لدعم إخوتنا المغاربة بكل الوسائل الممكنة في هذا الوقت الصعب". إسرائيل أيضا، أعلنت تقديم مساعدات لضحايا زلزال الحوز، إذ عرض المدير العام لنجمة داوود الحمراء، إيلي بن، في رسالة لنظريه، رئيس الهلال الأحمر المغربي، تقديم مساعدات طبية وإنسانية للسكان المتضررين من الزلزال الذي ضرب المغرب في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة. وقال إيلي بن، نقلا عن وكالة الأنباء الإسرائيلية، إن "قيادة نجمة داود الحمراء وموظفوها ومتطوعوها يتابعون بكل تقدير الاستجابة الفعالة التي قدمتها القوات". وأضاف: "تأكدوا من أن الصداقة قائمة بيننا وانظروا إلى ندائي كفرصة لتقديم أي مساعدة بقدر ما وجدتم ذلك مناسبا". أعلنت وزارة الداخلية المغربية، في حدود الساعة الواحدة زوالا من يومه السبت تسجيل ارتفاع عدد ضحايا الهزة الأرضية التي ضربت مساء أمس الجمعة، إلى 1037 حالة وفاة و1204 إصابة، ضمنها 721 إصابات في حالة حرجة. وفي هذا السياق، همت حالات الوفاة 9 عمالات وأقاليم، حيث تم تسجيل 542 حالة وفاة بإقليم الحوز، و321 حالة بإقليم تارودانت، و103 حالة بإقليم شيشاوة، و38 حالة بإقليم ورززات وحالة واحدة بتنغير. في حين لم يتم تسجيل أية حالات جديدة بالنسبة لعمالات وأقاليم مراكش، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدارالبيضاء الكبرى واليوسفية. وأشارت الداخلية في بلاغها، إلى تواصل تعبئة السلطات العمومية جميع الوسائل البشرية واللوجيستيكية الضرورية، إضافة إلى تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، فيما تشهد مختلف البنيات الصحية بالمناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة. وأكدت وزارة الداخلية أن عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليلة أمس، وتتم في ظروف جيدة، فإنها توجه تحية اعتزاز وتقدير للساكنة المحلية على حسها الوطني العالي وتضامنها الكبير من أجل تجاوز آثار الزلزال ودعم الجهود المبذولة لهذه الغاية من قبل جميع المصالح المتواجدة بالميدان. يشار إلى أن هزة أرضية سجلت مساء يوم الجمعة 8 شتنبر 2023 حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة، بلغت قوتها 7 درجات على سلم ريشتر، حدد مركزها بجماعة "إغيل" بإقليم الحوز. وأفاد المعهد الوطني للجيو-فيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بأنه تم مساء أمس الجمعة، تسجيل هزة أرضية بقوة 7 درجات على مقياس ريشتر بإقليم الحوز. وأوضح المعهد، في بلاغ له، أنه حدد مركز هذه الهزة الأرضية، التي وقعت حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة مساء، في جماعة إيغيل التابعة لإقليم الحوز. وأضاف المصدر ذاته أن مركز الهزة الأرضية، التي وقعت على عمق حوالي 8 كيلومترات، يقع عند خط عرض 30961 درجة شمالا وخط طول 8413 درجة غربا.