حميد المهدوي "قالوا لنا إن السي ادريس لشكر كلمته مسموعة في الرباط وهو من سيعيد إليكم حقوقكم هادشي علاش جينا ليوم لهنايا" يقول رجل، يرتدي جلبابا أبيضا، عمره زهاء 60 سنة، لموقع "لكم"، في وقت كان فيه أحد قادة حزب "الإتحاد الإشتراكي" يلقي كلمة أمام الحاضرين للمهرجان الإحتجاجي الذي نظمه نفس الحزب، صباح السبت 4 اكتوبر ضد سياسة الحكومة. حوالي ستة أفراد كلهم بجلابيب وقبعات بيضاء تعلو رؤوسهم يستعجلون أحد أعضاء حزب "الإتحاد الإشتراكي" بترتيب لقاء لهم مع لشكر، فيما العضو المذكور يحاول إقناعهم بصعوبة ذلك وبأنه سينقل إليه مشاكلهم التي ستحل حتما بحسبه. يثير هذا المشهد موقع "لكم" فيسأل أحد الأفراد أو بالأحرى الشيوخ عن مشكلتهم فيرد الشيخ بوجه تغطيه التجاعيد ويطفح غضبا: " نحن من مدينة آزرو، لنا مشاكل مع مندوبية المياه والغابات حول أراضينا، أحد الإتحاديين أقنعنا بأن قائدهم لشكر هو من سيحل لنا مشاكلنا ويعوضنا عما لحقنا من ظلم من طرف مندوبية المياه والغابات لهذا جئنا إلى هنا" إذن لستم اتحاديين ولا علاقة لكم بالسياسية؟ يسأل الموقع فيرد الشيخ: نحن لاعلاقة لنا بهذا الحزب جئنا فقط كي يتوسط لنا السي ادريس كما وعدنا الشخص الذي أتى بنا. " وكم عددكم هنا"؟ يسأل مرة أخرى الموقع فيرد الشيخ: "القبيلة كلها تقريبا جات". لقد خذلونا خارج مكان المهرجان، أمام الباب الرئيسي لمركب الأمير محمد بنعبد الله، يقف شابان في عقديهما الثاني. "من أي فرع جئتم؟ ومن أجل أي غاية أنتم هنا؟" يسأل الموقع فيرد أحد الشابين: نحن من دوار "ولادعبو" التابع لمدينة سطات، لا علاقة لنا بهذا الحزب، نحن نعاني من البطالة الشديدة والفقر وتفشي المخدرات والجريمة جئنا هنا للتعبير عن هذا الواقع وأقنعونا بأنهم سيُتيحون لنا فرصة الحديث عن مشاكلنا، لكننا فوجئنا بأنهم يمنعوننا من الحديث. "هل حاولت أخذ الكلمة يسأل الموقع نعم أردنا الصعود إلى المنصة لنقل مشاكلنا ولكن منعونا من ذلك. وكم عددكم "جئنا في حافلة بها زهاء 50 شخص 30 منا لا علاقة لهم بالحزب جاؤوا فقط للتعبير عن واقعهم بعد أن تلقوا وعدا هناك بالدوار بإتاحة هذه الفرصة داخل المهرجان ولكن لقد خذلونا". أنوزلا "سيد" المهرجان بلا منازع "نطالب بالإفراج الفوري عن علي أنوزلا، نطالب بالملكية البرلمانية" عبارة مكتوبة على لافتة يحملها رفقة المحامي الحبيب، حجي عضو اللجنة الإدارية لحزب "الإتحاد الإشتراكي" عدد من الشباب وهم يجوبون بها أرجاء النصر. "الأستاذ حجي آالأستاذ حجي" ينادي لشكر على الحبيب حجي، حين يمر الأخير رفقة مجموعته من أمام المنصة، حيث يلقي لشكر في تلك اللحظات كلمة، لم يلتفت حجي اتجاه لشكر ليواصل ورفاقه المسيرة قبل أن يتبادل مع عبد الكريم بنعتيق الذي كان على المنصة شارة النصر. "جئنا إلى هذا المهرجان الوطني الشعبي لنعبر على إفلات السياسية الحكومية للدولة المغربية واحتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والحقوقية ونحن كموقع تطوان حضرنا لكي نعبر عن مواقفنا عن قضايا آنية مثل التضامن مع الصحفي علي نوزلا والمطالبة بإطلاق سراحه وإيقاف السياسات اللاشعبية للنظام المغربي ومن اجل الإعلان عن مواقف إستراتيجية وهي المطالبة بملكية برلمانية حيث الملك يسود ولايحكم والإسراع في تمكين الشعب المغربي من حقوقه" يصرح حجي لموقع "لكم". الحكومة وحدها المسؤولة عن كل الويلات في المغرب أينما تولي وجهك داخل المهرجان تجد أمامك لافتة تنتقد الأوضاع وتدين سياسة الحكومة في تدبير الشأن العام. أكثر من 40 لافتة تنتشر داخل المهرجان ولا وحدة منها تتحدث عن سياسة "مجموعة الضحى" أو مؤسسة العمران في مجال العقار، أو سياسة المخطط الأخضر أو المخطط الأزرق رغم أهميتهما الكبرى على الحياة الإقتصادية والإجتماعية للمواطنين، ولا لافتة تنتقد سياسة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رغم الإنتقادات الشديدة التي توجه لها من طرف عدد من الجمعيات المدنية والحقوقية، ولالافتة واحدة تنتقد تهرب أصحاب الضيعات الفلاحية وكبريات الشركات من أداء الضرائب ولا لافتة أيضا تطالب بتخفيض ميزانية القصر الملكي، كل هذا لا اثر له داخل المهرجان. لقد أجمعت كل اللافتات على إدانة فقط سياسة الحكومة. ليس اللافتات وحدها من تتجاهل هذه المؤسسات والأوراش الكبرى التي تطبخ بعيدا عن المجلس الحكومي، بل حتى كل المداخلات التي جاءت في المهرجان ولا واحدة فيها انتقدت تلك الأوراش أو المؤسسات، حيث أجمعت كل المداخلات على فشل سياسة بنكيران وأنه "بلا مشروع مجتمعي بل و يقود البلاد إلى المجهول وبأن الحريات العامة باتت في خطر وبينها حرية التعبير كما قال أحد أعضاء المكتب السياسي.