علم موقع "لكم. كوم" من مصادر اتحادية أن اجتماعات اللجان التابعة للجنة الإدراية للحزب، المنعقدة يوم السبت 27 سبتمبر، بمقر الحزب بالرباط، لم يحضرها سوى أعداد قليلة جدا، حيث لم يحضر اجتماع لجنة "العدالة وحقوق الإنسان" سوى" 5 أعضاء من أصل 19 عضو". وعزت ثلاث قيادات اتحادية في تصريحها لموقع "لكم. كوم" هذا الغياب إلى وجود استياء عارم من الموقف الذي عبر عنه ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الإتحاد الإشتراكي" من اعتقال علي أنوزلا، مدير النسخة العربية لموقع "لكم. كوم"، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الحزب بالرباط يوم الجمعة 26 سبتمبر، مشيرة نفس القيادات إلى أن هذا الموقف لا يلزمها ولا يعبر عن رأي قسم واسع من الإتحاديين بخصوص هذه القضية. وقال جواد بنعيسي، عضو اللجنة الإدارية للحزب إن "قول الأخ لشكر بأن "نشر خبر عن الإرهاب هو إرهاب في حد ذاته" موقف لا يليق بزعيم حزب قدم مناضلوه سنوات من السجون من أجل حقوق الإنسان وحرية التعبير واستقلالية القضاء". وعبر بنعيسي عن استنكاره الشديد لموقف لشكر من انوزلا مستغربا "أكثر لكون صاحبه يدعي انه رجل قانون يدافع عن استقلالية القضاء في وقت يؤثر فيه بتصريحه ذلك على القضاء" يضيف بنعيسى. ثم أضاف القيادي الإتحادي: "أنا لا أفهم هذه الحمية والإصرار الذي أبداه الأخ لشكر وعدد من الزعماء السياسيين لإدانة أنوزلا حتى قبل أن يوجه له القضاء أي اتهام حتى هذه اللحظة، موضحا أن الوحيد الذي من حقه اتهام الصحفي هو قاضي التحقيق الذي يباشر عمله الآن مع أنوزلا". من جهته، استنكر بدوره أسامة التلفاني، عضو اللجنة الإدارية للحزب، موقف لشكر من اعتقال أنوزلا، معتبرا تصريحه ذاك تأثيرا على القضاء وإن حاول تغليفه بعبارات لا تؤكد في آخر المطاف إلا التدخل في شؤون القضاء، داعيا التلفاني لشكر وكل الزعماء السياسيين إلى احترام القضاء واستحضار قرينة البراءة إلى أن يقول القضاء كلمته. وأكد التلفاني ما ذهب إليه بنعيسى بكون موقف لشكر من قضية انوزلا، "لا يليق بزعيم حزب اتحادي ناضل طيلة حياته من أجل حقوق المواطنين والدفاع عن حرية التعبير واستقلال القضاء". قيادية اخرى تحمل صفة عضوة باللجنة الإدارية داخل الحزب، طلبت عدم ذكر اسمها، عبرت بدورها عن استنكارها الشديد لما جاء على لسان لشكر بخصوص أنوزلا، موضحة أن "القضاء وحده من يملك سلطة اتهام أي أحد وما إذا كانت هذه العبارة او تلك ارهابا أم لا". وحول تفسيرها لغياب أعضاء اللجان عن أنشطة الحزب أكدت القيادية الإتحادية أن سبب ذلك، مرده من جهة، إلى موقف لشكر من انوزلا، ثم إلى استياء العديد من القيادات من طريقة تدبير شؤون الحزب منذ المؤتمر الأخير ، ك"تمجيد مسيرة الحمير" الأخيرة، إضافة إلى تراكمات مرتبطة بمشاركة الحزب في الحكومات السابقة، حيث بات اليوم هاجس العديد من الإتحاديين هو "هاجس الإنتخابات والمصلحة والإستوزار الشيء الذي ترك تذمرا كبيرا وسط نفوس العديد من الإتحاديين". وفقا لتعبير نفس المتحدثة.