قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب إن مشاريع تحلية المياه التي أطلقها المغرب ستقلص الضغط على السدود، وستوفر المياه الصالحة للشرب بالعديد من المدن مثل الدارالبيضاء والجديدة وآسفي وغيرها. وأوضح الوزير خلال مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية حول مصب أم الربيع أن محطات التحلية ستقلص الضغط على السدود، التي سيتم استغلال مياهها أساسا للعالم القروي والسقي والمدن الداخلية، وهو تحول كبير، سيساعد على تحقيق التضامن في استخدام المياه على الصعيد الوطني، وإيلاء اهتمام خاص بالمناطق القروية. وتوقف بركة على الاختلالات التي يعيشها مصب أم الربيع، بعد انحصاره عن الوصول إلى البحر، مشيرا إلى أن هذا الوضع يتطلب معالجة شمولية ومؤسساتية. وأشار الوزير إلى الانخفاض الكبير في حقينة السدود المنشأة على طول نهر أم الربيع ومنها سد المسيرة الذي يتسع إلى مليارين و657 مليون متر مكعب، والذي يلعب دورا مهما في تلبية حاجيات الماء الشروب بالدارالبيضاء والجديدة وآسفي، لكنه اليوم لا يحتوي سوى على 140 مليون متر مكعب، وهو ذات الأمر مع سد الحنصالي الذي يتسع ل682 مليون متر مكعب لكنه لا يضم سوى 70 مليونا. وعزا الوزير إشكالية مصب أم الربيع إلى انخفاض التساقطات المطرية منذ سنوات، إضافة إلى التلويث وإلقاء النفايات عبر تصريف المياه العادمة والنفايات الصلبة فيه، ما أدى إلى ظهور مشاكل بيئية مثل تلوث المياه والروائح الكريهة. وقال بركة إن وزارته تعتزم في الأسابيع المقبلة إطلاق طلب عروض لإزالة الرمال والأحجار لإعادة تدفق المياه بين نهر أم الربيع والبحر، مؤكدا الانخراط في تفعيل توصيات المهمة الاستطلاعية في مجال اختصاص الوزارة. وانتقد الوزير التدبير الذي رافق المشاكل التي عرفها المصب والتي أوصلته إلى الوضعية الحالية، مبرزا ضرورة الخروج من الحلول المؤقتة إلى الحلول الدائمة وبكيفية تشاركية، لتحقيق نتائج حقيقية. كما شدد الوزير على المجهود للحد من الاستخدام اللاقانوني لمياه أم الربيع، وسرقتها، مع ضرورة تسريع مشروع تطهير السائل وإعادة استعمال المياه المعالجة لسقي المناطق الخضراء بأزمور والمراكز المجاورة. وأفاد الوزير بقيام الوزارة بدراسة خلصت لاقتراح حلين؛ أولهما على المدى القريب عبر إجراء جرف صيانة للمصب بصفة منتظمة وكلما دعت الضرورة مع القيام بالتوعية والتقليل من مصادر التلوث والتخفيف من آثار التعرية بالشواطئ المحادية للمصب. وعلى المدى البعيد، بناء حاجزين وقائيين على مستوى المصب للتقليل من ترسب الرمال، وهو يستوجب دراسة شاملة تستند على مخطط شامل لتهيئة وتنمية المنطقة من أزمور إلى المصب، على غرار مصب أبي رقراق، وإحداث المرافق الاقتصادية والاجتماعية والسياحية اللازمة، بمنظور تنموي خاص بأم الربيع.