قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الدولة مستمرة في ارتكاب المزيد من الانتهاكات الحقوقية، التي تطال جميع الفئات الاجتماعية وتمس كل المناطق، لكن تداعياتها أشد وطأة على النساء بالنظر للتمييز ضدهن ولهشاشة وضعهن. وتوقفت الجمعية في بيان بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المناضلة على المشاركة القوية للمغربيات في عدة حركات احتجاجية، خاصة في البوادي وأحزمة الفقر في المدن الكبرى؛ حيث يعانين العزلة والفقر والتهميش، مما شكل تهديدا حقيقيا لحقهن في الحياة جراء الحرمان من كل مقومات وضرورات العيش الكريم. وعلى مستوى الحقوق المدنية للمرأة، فالسياسات التشريعية للدولة في مجال حقوق المرأة لا زالت، في مجملها، محكومة بثقافة اللامساواة والتمييز، فالمقتضيات الدستورية ذات الصلة بسمو المواثيق الدولية وبالمساواة بين الجنسين، تنسخها عبارات الثوابت الوطنية للدولة وقوانينها، وبالتالي تعري عن غياب أية إرادة حقيقية لإرساء ضمانات قوية للقضاء على التمييز، تضيف الجمعية. اليوم الوطني للمرأة المناضلة الذي يحتفي بالشهيدة سعيدة المنبهي، شكل مناسبة لتذكر الجمعية الدولة بمسؤوليتها عن استشهاد المنبهي، وغيرها من شهداء الشعب المغربي، ولتجدد مطالبتها بمحاسبة المسؤولين وجبر الضرر الفردي والجماعي وضمان عدم التكرار. وأكدت الجمعية أن القضايا التي ناضلت من أجلها سعيدة المنبهي ومعها كل الشهداء والمناضلين، لا زالت مطروحة، سواء على صعيد حقوق الإنسان بوجه عام، أو على مستوى حقوق المرأة بشكل خاص. وأشادت أكبر جمعية حقوقية بالمغرب بتصدر النساء لكل الحراكات الاحتجاجية بشجاعة عالية خصوصا خلال الجائحة، وضد فرض جواز التلقيح والغلاء، وضد القمع والتضييق والتمييز ومن أجل الشغل والصحة والتعليم والمساواة، وكل الحقوق الإنسانية للنساء، و من أجل الحق في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة والتنمية والعيش الكريم. كما توقفت الجمعية على صمود أمهات وزوجات وأخوات المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم معتقلو حراك الريف، ومعتقلو الرأي والتعبير، وكافة معتقلي جميع الحركات الاجتماعية ونشطاء ونشيطات فضاءات التواصل الاجتماعي والمدونين في كل المناطق. وأدان حقوقيو الجمعية المضايقات التي تتعرضن لها هؤلاء النساء، وطالبوا بإطلاق سراح كل المعتقلين والمعتقلات وإغلاق ملف الاعتقال السياسي ببلادنا. وخلص البلاغ إلى التعبير عن التضامن اللامشروط مع نساء فلسطين، و صمود الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني، مطالبا بفك أسرهن.