الخط : إستمع للمقال انطلقت اليوم الخميس أشغال دورة 2024 لمؤتمر الحوارات الأطلسية، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وهذا المؤتمر منصة دولية تهدف إلى تعزيز الحوار بين دول الأطلسي وإعادة التوازن للعلاقات بين الشمال والجنوب. ويُركز مؤتمر "حوار الأطلسي" على تقديم إطار جديد لفهم العلاقات الدولية، حيث يسعى المؤتمر إلى استكشاف طرق مبتكرة للتعاون بين الشمال والجنوب، بهدف تحقيق استجابات أكثر فعالية للتحديات الدولية، وخاصة تلك التي تهدد السلام والأمن العالميين، وهذا النهج يؤكد أهمية التعاون متعدد الأطراف لتعزيز التفاهم بين الدول المختلفة. السفير محمد لوليشكي، باحث بارز في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وأحد المتدخلين الرئيسيين، أكد أن هذه الدورة تُعتبر فرصة للاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء المركز. واعتبر في كلمة افتتاحية له بالمناسبة، أن الحوض الأطلسي يمثل مجالا واسعا للتعاون والشراكة، موضحا أن المؤتمر يسعى إلى تقديم نموذج جديد للشراكة والتعاون يركز على التفاهم المشترك بين دول الأطلسي. وفي هذا السياق، أبرز المتدخلون التحديات الرئيسية التي تواجه الدول الإفريقية، مثل القومية الاقتصادية، المديونية العالية، والفقر، كما تطرقوا إلى تأثير الأزمات الاقتصادية المتكررة على النمو الشامل. من جهة أخرى، تم استعراض دور القوى العالمية الكبرى، مثل الولاياتالمتحدة والصين وروسيا، في التنافس على الموارد الإفريقية، مما يعقّد الوضع الاقتصادي والسياسي. وتُعاني الدول الإفريقية أيضا من آثار التغير المناخي وغياب الحوكمة الفعالة، حيث أوضح المتدخلون أن هذه التحديات تتطلب تحالفات إقليمية وإصلاحات شاملة لمعالجتها، كما أشاروا إلى أن المؤسسات الدولية يمكن أن تلعب دورا أكبر في دعم هذه الدول لمواجهة المشكلات البيئية والاقتصادية. ومن القضايا البارزة التي تناولتها الجلسة الأولى كانت فكرة الهوية الأطلسية، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الانتماء إلى الحوض الأطلسي وبناء جسور بين ضفتيه، وتمت الإشارة إلى المبادرة الملكية التي أطلقها الملك محمد السادس كخطوة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول الأطلسي. وتناولت الجلسة التي أطّرها مجموعة من الباحثين الدوليين من إفريقيا وأوروبا القضايا الأمنية المرتبطة بالأطلسي، حيث تم التأكيد على أن الموارد الطبيعية المشتركة تحتاج إلى إدارة مستدامة لتحقيق الأمن والتنمية، كما شدّد المتحدثون كذلك على ضرورة تكامل الجهود الإقليمية لمعالجة التحديات الأمنية وضمان مستقبل مستدام للدول الأطلسية. وفيما يتعلق بالتعاون مع أوروبا، دعا المشاركون إلى إعادة النظر في العلاقات مع الدول الأوروبية والتركيز على تعزيز العلاقات بين الدول الإفريقية نفسها، وهذا التوجه يعكس رغبة متزايدة في بناء شراكات تعتمد على المصالح المشتركة بعيدًا عن الهيمنة التقليدية. ومسألة الهجرة كانت من بين المواضيع التي أثارت نقاشات حادة، حيث أوضح المتدخلون أن الشعبوية السياسية في الشمال تعقد جهود إدارة الهجرة، مما يزيد من التحديات التي تواجه الدول الإفريقية. وأكدوا على أهمية النظر إلى الهجرة كفرصة لتعزيز التنمية بدلاً من اعتبارها تهديدًا. ووأكدت هذه الجلسة الأولى من المؤتمر على أهمية الفهم المشترك لمشاكل العالم الراهن، وأن العالم يعيش حالة من الاضطراب وعدم التوازن، مما يتطلب نهجا جديدا لمواجهة التحديات المستقبلية، ومؤتمر "حوار الأطلسي" خطوة هامة في هذا الاتجاه، حيث يقدم منصة لتبادل الأفكار والرؤى بين مختلف الأطراف لتحقيق مستقبل أفضل. الوسوم المبادرة الملكية المغرب مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد