عبرت كل من النقابة الوطنية للتعليم، والجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، عن إدانتهما لكل أشكال التطبيع، وعلى رأسها التطبيع التربوي، عبر التعليم والمناهج التعليمية، لخطورته الشديدة على وعي الطلاب وأبناء الشعب المغربي. ونبهت النقابتان التعليميتان في بيان مشترك إلى تمرير التطبيع عبر المناهج التعليمية، من خلال قيم التسامح والتعايش في محاولة للتأثير مستقبلاً على الوعي الجمعي لأبناء المغاربة. وقال البيان إنه وبالرغم من الرفض الشعبي المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري، يأبى المغرب إلا أن يمعن في الارتماء بين أحضان الصهيونية، حيث يحتضن فعاليات مؤتمر من تنظيم N7، خاص بالتعليم والتعايش بالرباط، بمشاركة الكيان الصهيوني. ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى إظهار فوائد التطبيع لمواطني المنطقة، والخروج بتوصيات سياسية قابلة للتنفيذ لحكومة المنطقة، من شأنها زيادة التعاون وتعزيزه مع الكيان الصهيوني المجرم، حيث تسعى الأنظمة المطبعة إلى تبرير ذلك بأهمية المكانة الاقتصادية والسياسية لهذا الكيان. وأكدت النقابتان رفضهما القاطع لأية محاولة تستهدف تغيير ثوابت القضية الفلسطينية، أو الاعتراف بالاحتلال والتطبيع معه، معتبرتين التطبيع تسهيلا لسيطرة الكيان الصهيوني مستقبلاً على ثروات المنطقة وشعوبها، وسعيا لإتمام مشروعه الاستعماري التوسعي، وما يتلو ذلك من مخاطر على الأجيال القادمة. وشددتا على أن التطبيع هو محاولة لكي يصبح الكيان الصهيوني كياناً طبيعياً في المنطقة، ومحاولة كذلك للتستر على مئات المجازر التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وتشريده من أرضه، والالتفاف على حقه في العودة إلى وطنه فلسطين. واعتبر ذات المصدر أن عملية التطبيع في المناهج الدراسية هي جزء من مظاهر عديدة لمحاولة التطبيع تحت مبرر نشر ثقافة التسامح والتعايش، فيما تكرس المناهج التعليمية الصهيونية الكراهية المطلقة للعرب. وحثت النقابتان التعليميتان على مواجهة هذا الاختراق التطبيعي وحماية الأجيال الناشئة، وعبرها حماية المجتمع، عبر نشر ثقافة الوعي المضاد، وفضح كل الخطوات التطبيعية وكشف تهافتها وإبراز الطابع الاستعماري والعنصري للكيان الصهيوني في تعامله مع تلاميذ وأطفال فلسطين، والتعريف ببرامجها التعليمية المعادية للعرب والمسلمين قصد تفنيد ادعاء نشر ثقافة التسامح والتعايش. وإلى جانب ذلك، دعت النقابتان وزارة التربية الوطنية إلى الكف عن العبث بالمقررات الدراسية وبالحياة المدرسية، وبإشراك النقابات التعليمية في كل ما يتعلق بتعديل المناهج والبرامج الدراسية حماية للأجيال القادمة من مخاطر تزييف الوعي وتشويه الشخصية المغربية. وخلص البيان إلى دعوة كل القوى الحية بالمغرب إلى مواجهة التطبيع بكل أشكاله وحماية الأجيال وفضح كل المطبعين، واستغلال كل المناسبات للتعريف بالقضية الفلسطينية في المدارس والمؤسسات التربوية.