عزيزي الإسباني دانيال أيها العجوز الذي لم تبارحه فحولة الشباب، فطفت العالم بأسره بحثا عن متنفس لفحولتك الطافحة، ولم تجد غير أجمل بلد في العالم بعد أن تناهى إلى علمك أن الكثيرين من عرب وعجم يقصدون هذا البلد الندي الكريم من اجل العبث بلحوم أبناءه، غضة كانت ام مستعصية على الطهي، ولأن هذا البلد يحتضن العديد من الأطفال الذين لا أب لهم، وأطفال آخرين تربوا في أحضان آباء وأمهات على ثقافة إكرام الضيف، فقد اعتقدت أن هذا الكرم يمتد حتى إلى أعراض الأطفال، وقمت بالتجاوب سريعا مع أفكارك الوسخة وقمت بما قمت به، ولا يسعنا هنا إلا أن نشكرك على حسن التجاوب... شكرا دانيال بعد أن اعتقلوك وأودعوك السجن واعتقدنا أن القائمين على هذا البلد إنما ترسو في نفوسهم قناعة راسخة بضرورة ردع كل من سولت نفسه المس بأعراض أطفاله، ها أنت اليوم حر طليق إثر فطور رمضاني ملكي أسفر عن معانقتك الحرية، فعلمنا حينها أن الرعايا الأوفياء إنما هم فداء الوطن باموالهم وأنفسهم ومؤخرات أولادهم، فمن أين لنا أن نعرف أيها العزيز دانيا كل هذا لولا زيارتك الميمونة لبلدك الثاني المغرب ؟؟ شكرا دانيال انتفض المغاربة غيرة على اغتصاب أطفالهم وطالبوا باعتذار بحجم زلة العفو، فكان اعتذارا يليق بليلة رمضانية روحانية، اعتذار اتخذ شكل " جذبة " مخزنية شاركت فيها كل أنواع القمع، ومن أجل سواد عيونك يا دانيال سالت الدماء في مناطق متفرقة من المغرب، وانكشف الستار عن أشياء كثيرة كانت تختفي وراء المصلحة العليا للبلاد، فشكرا دانيال فلولاك لما عرف بعض أصحاب النوايا الطيبة أنهم إنما مغفلون يهللون صباحا ومساء للبشاعة في صور الوداعة ... شكرا دانيال لأنك أحييت في المغاربة حمية وطنية بدأت بذرتها تنمو مع الربيع العربي قبل أن تجهز عليها الابتسامات السياسية الصفراء، وتعيد الشعب إلى غفوته العميقة، فجئت أنت يا دانيال لتنفخ تحت الرماد وتعيد إطلاق شرارة المطالبة بالتغيير.. العزيز دانيال إذا كان البوعزيزي قد غير مجرى التاريخ في تونس، فانت رمز التغيير في المغرب بدون شك، فشكرا لك على كل ما فعلته من أجلنا ...