كشفت مجلة "جون أفريك" الصادرة في فرنسا، أن عدد التأشيرات التي رفضتها القنصليات الفرنسية في المغرب لمغاربة تقدموا بها وصل إلى حوالي 200 ألف طلب. ونسبت المجلة في عددها الصادر هذا الأسبوع، إلى مصادر دبلوماسية فرنسية أن "معدلات رفض طلبات التأشيرة المذكورة لا تتماشى تمامًا مع الواقع"، واعتبرت أن هذا الرقم يفسر جزئيًا سبب ظهور شعور معاد لفرنسا في المغرب، يمتد أول مرة إلى المغاربة الفرانكوفيليين المؤيدين لفرنسا تقليديًا. وأوضحت المجلة أن هذا الغضب، المدفوع في جزء كبير منه بتقييد التأشيرة الذي قرره الإليزيه في سبتمبر 2021 وأعلنه المتحدث باسم الحكومة وقتها غابرييل أتال، يمس كذلك الطبقات الثرية ورجال الأعمال والمثقفين والوزراء السابقين، الكثير منهم لطالما ترددوا على فرنسا، ويعتبرون اليوم أنهم ضحايا قرار غير عادل. وتساءلت المجلة عما إذا كانت زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب خلال شهر أكتوبر الجاري، التي أعلن عنها نهاية غشت الماضي، في حال تمت، ستؤدي إلى حل هذا المشكل، خصوصا وأنه لم يتم عقد أي لقاء رسمي بين المسؤولين المغاربة والفرنسيين منذ عام 2020، ولم يتم إجراء أي اتصال بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس، الذي قالت المجلة إنه "يعيش تقريبا في فرنسا منذ أربعة أشهر". والخميس الماضي احتج مجموعة من الحقوقيين المغاربة أمام مقر مقر ممثل الاتحاد الأوروبي في الرباط للتعبير عن "غضبهم من الإذلال والغطرسة والعنصرية التي يعاني منها العديد من المواطنين المغاربة" في ظل رفض دول الاتحاد الأوروبي، وفرنسا بشكل خاص، منحهم التأشيرات لدخولها. وسبق لاجتماع بين زيري الداخلية الفرنسي والتونسي في 31 غشت أن أسفر عن رفع باريس للقيود المفروضة على إصدار التأشيرات للتونسيين. وقالت المجلة إن المغاربة سيراقبون عن كثب زيارة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن على رأس وفد وزاري كبير إلى الجزائر يومي 9 و10 أكتوبر الجاري، ليعرفوا ما إذا كانت فرنسا ستقدم على سحب قيود التأشيرة المفروضة على الجزائريين، فعندها سيصبح المغرب حينئذ الدولة الوحيدة من بين الدول الثلاث المستهدفة في البداية التي تخضع لهذا الإجراء الانتقامي من باريس، على حد ما كتبت المجلة.